ولد الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود عام 1873م في مدينة الرياض، وقد حمل اسم جدّه الأكبر المؤسس للدولة السعودية الأولى. عاش طفولته ونشأته وسط تحديات سياسية واجتماعية، مما جعله يكتسب خبرة مبكرة في السياسة والدبلوماسية.
بعد انتقاله مع عائلته إلى عدة مواقع مثل قطر والبحرين والكويت، بدأ رحلته نحو العمل السياسي. أمضى الثماني سنوات التالية في الكويت حيث تعلم الكثير واستعد لتحقيق حلمه في إعادة توحيد شبه الجزيرة العربية.
تولى الملك عبد العزيز زمام الأمور رسميًا عندما استعاد الرياض عام 1902م، ومن هناك انطلق لبناء أساساته المتينة لدولته الناشئة. وعلى مدى خمسون عامًا تقريبًا - تحديدًا حتى العام 1953م - نجح بحكمة ودهاء كبيرَين في توسيع رقعة دولته لتضم معظم أراضي شبه الجزيرة العربية. ورغم التحديات العديدة والعقبات الجسام التي واجهتها تلك الفترة الزمنية المضطربة نسبيًا بتاريخ المنطقة، ظلّ الملك ثابتًا صامدًا ومتابعًا لسياسته الرامية لاستعادة الوحدة الوطنية وإنشاء دولة موحدة تتمتع بسيادة مستقلة ذات هُويّة واضحة المعالم.
وتمثل تتويجه الرسميّة لأهدافه عبر تغيير اسم بلاده لتكون "المملكة العربية السعودية" عقب الجمع بين عناصر مختلفة لها تاريخ طويل فيما مضى لكن لم تكن يوحد لها نظام واحد من قبل. وفي حين قاد الملك عبدالعزيز مسيرته نحو السلطة والثروة التقليدية للحكم، اعتنى أيضًا بتطوير البنية الاجتماعية والإدارية للمملكة الحديثة. أدخل نظاما مصرفيا حديثا، منظمة حج آمنة، وخاض تجربته الديمقراطية الوحيدة في التاريخ السعودي بإقامة المجلس الشوري عام 1927م.
وعلى الرغم من تقدمه بالعمر ولمرض القلب الذي ابتلاه لاحقا، استمر الملك عبدالعزيز بثقة إيمانه الراسخ بوطن أكثر قوة واستقرارا وطرق حياة أفضل لشعبه. وانطفأت جذوات الملك عبدالعزيز أخيرا صباح أحد أيام نوفمبر لعام ١٩٥٣م تاركا خلفه تراثا سياسياً وثقافياً غزيراً يبقى شاهدا دالا عليه وعصره الفريد من نوعه.