تُعتبر شبه الجزيرة العربية واحدة من أكثر المناطق غموضًا وجاذبية في العالم القديم وحديثه. يُعود سبب تسميتها بـ "شبه الجزيرة"، حسب العديد من المؤرخين، إلى موقعها الاستراتيجي الفريد والمميز جيولوجيًا. هذه المنطقة تحديدًا هي عبارة عن كتلة كبيرة من اليابس محاطة بالكامل تقريبًا بالمياه من ثلاثة جوانب رئيسية؛ بحر العرب وخليج عمان والبحر الأحمر. وهذا ما جعلها تشبه بشكل كبير شكل نصف دائرة مغلق، وهو العنصر الرئيسي لقواعد علم الجغرافيا لتصنيف مساحات الأرض بأنها جزائر أو شبه جزر.
بالإضافة لذلك، فإن تضاريسها الغنية ومتنوعة بدأت منذ القدم تجذب الاكتشاف والاستكشاف. فقد كانت موطنًا للعديد من الحضارات القديمة مثل حضارتي السبأيين والأدومي، بالإضافة طبعاً لحاضنة الدين الإسلامي المباركة. جذبت الحدود الطبيعية لهذه المنطقة أيضًا انتباه المستكشفين والرحالة عبر تاريخ البشرية الطويل، مما ساعد في ترسيخ استخدام مصطلح "شبه الجزيرة".
ومن الجدير بالذكر أن تسمية "العربية" جاءت نتيجة للترابط الثقافي العميق والتاريخ المشترك للأمم المختلفة التي سكنتها والتي يمكن إرجاع نسبتها جميعًا إلى الأصل العربي. وبالتالي فإن الجمع بين الخاصيتين الجغرافي والثقافي أسفر عن اللقب المعروف حالياً والذي يرمز بكفاءة للحقيقة الجغرافية والفخر الوطني الذي يحظى به المجتمع العربي اليوم.
وبينما تغطي شبه الجزيرة العربية مساحة واسعة جدًا داخل القارة الآسيوية، فإن التقسيم الداخلي لها ينقسم غالبًا إلى ثلاث مناطق رئيسية معروفة: نجد والحجاز واليمن. لكل منها خصائصها الخاصة سواء كان ذلك فيما يتعلق بالتضاريس المحلية أو التأثير التاريخي الكبير لها كمركز ثقافي وديني هام.
