تعتبر مدينة غزة، الواقعة شمال شرق ساحل فلسطين، واحدة من أبرز وأقدم المدن في المنطقة، حيث شهدت تاريخاً طويلاً ومتنوعاً عبر مختلف الحضارات القديمة والمعاصرة. وعلى الرغم من المساحة الصغيرة نسبياً، إلا أنها تعتبر إحدى كبريات المدن الفلسطينية من حيث الكثافة السكانية، مع تجاور تاريخ ثقافي متنوع وثراء اقتصادي متفرد.

وفق آخر إحصاءات رسمية صادرة سنة ٢٠١٣م, يقدر مجموع سكان مدينة غزة بما يقارب السبعة مائة ألف فرد, ويعيش هؤلاء السكان داخل حدود مدنية محددة تمتد لأكثر من خمس وستين كيلومتراً مربعاً فقط; مما يؤكد مرتبة القطاع بين مناطق الأرض الأكثر اكتظاظاً بالسكان عالمياً بنسبة تقدر بنحو ١٢500 ساكن/كم². وقد لعب الموقع الجغرافي الاستراتيجي لهذه المدينه دور كبير منذ القدم لجذب العديد من الشعوب والثقافات اليها بسبب سهولة الاتصال البحري والبري بها؛ إذ كانت ميناء رئيسياً للتجار والقوافل التجاريه قادمه منتظمة ومعروفه لسكان حوض نهر النيل والجزيره العربيه وشبه الجزيره الايابانيه ايضا.

كما ان اسم "غزه" نفسه يحمل بذوره الثقافية عبر الزمن ، فقد عرفت بهذا الاسم لدى كل من كنعان واسرائيل واسيا الصغرى وروما البيزنطيّه وكثير غيرهم ممن خلفوا بصمات واضحة فى شوارع وزواياretz المبتهجه اليوم . لذلك فإن فهم واقعها الحالي أمرٌ ضروري لتقدير تأثير تلك القرون الطويله علي حالة المكان حالياً , ليس شعوريا فقط بل كمان هندسية واقتصادية واجتماعية بلا شك! ويضاف إلي ذلك أيضا كون غزه بوابة دخول لدولة الفلسطينيين نحو مستقبل مجهول تحدده عوامل سياسية خارج ارادتهم وهيمنة دوليه تحيط بهم جميعا شرقاً وغرباً وجنوبا وشمالا...لكن رغم الظروف فإن روح الشعب الفلسطيني الراسخة لن تتغير أبدا مهما طال الليل حتى وإن قصرت المحاولات للتأثيرعليها قلباً وقالباً.. إنها حقائق الحياة هنا وهناك !