تعدّ ساحل البحر الأسود التركي بمزيجه الفريد بين الجمال الطبيعي الخلاب والعمارة التاريخية إحدى العلامات البارزة في جغرافيا البلاد وعراقتها الثقافية. تشتهر هذه المنطقة بساحلها المترامي الأطراف والممتد لأكثر من ألف كيلومتر والذي يتميز بجبال شاهقة وأنهار غزيرة ومياه زرقاء نقية تحيط بالمدن الصاخبة ذات الطابع البحري الخاص بها. دعونا نستكشف بعضاً من أشهر وجهات السياحة حول هذا الجزء الغني والتاريخي من الوطن الإسلامي الكبير.
- طرابزون: تُعرف عادةً باسم "المدينة الوردية"، وتتمتع طرابزون بتاريخ قديم يعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد. إنها ليست فقط موطن لقلعتين تاريخيتين - قلعة أتاتورك وقلعة حميدية - ولكن أيضاً مكان مثالي للاسترخاء وسط الطبيعة الهادئة مع الشواطئ الرملية البيضاء والجبال المغطاة بالثلوج التي تعكس جمال البحر الأسود بنظرة خلابة. يمكن للمسافر ذوق الحداثة هنا الاستمتاع بعدد من المنتجعات الحديثة بينما يستعرض الآخرون روائع الآثار القديمة مثل كنيسة بيرا وبازار المسقوف الشهير.
- سامسون: مدينة سامسون هي واحدة من أقدم المدن الواقعة على سواحل بحر إيجة والبحر الأسود، وقد اكتسبت شهرتها كعاصمة للثورة الوطنية التركية خلال الحرب العالمية الأولى والثانية. تضفي المدينة جوهر التاريخ الحديث عليها عبر متحف سامسون الوطني ومتحف ثورة الشباب الذين قادوا النضالات ضد اليونانيين والإنجليز والحلفاء آنذاك. وفي الوقت نفسه، توفر شاطئ يوروكوراجا وجهة مفضّلة لمحبي المياه والاستجمام.
- ريزا: تعد مدينة ريزا مثال حي لكل ما يجعل تجربة الحياة على بحر أسود مميزة حقاً. إن المناظر الطبيعية المذهلة لجبال شمال شرق الأناضول التي ترتفع بشكل حاد فوق مياه البحر، بالإضافة إلى محمية كاراجاكْ دهْرِي للحياة البرية القريبة، جعلتا منها مقصدًا للترويح عن النفس وسط الطبيعة الجميلة والساحرة. أما بالنسبة للمواقع الإنسانية فقد استقطبت مبنى المجلس البلدي القديم ونصب الحرية الانتباه المحلي والعالمي بسبب تصميمهما المتميز والفريد نوعًا ما.
- أوردو: تتمتع منطقة أوردو بحصة كبيرة مما يجده المرء جذابًا بشأن السفر إلى مساحة واسعة تتخللها خضر خريفية نابضة بالحياة وخلاص أيام الصيف الدافئة المقمرة بغروب الشمس. فهي تقدم مجموعة متنوعة من المعابد الهندوسية الإقليمية والنباتات الأصلية للغابات المطيرة الموسمية جنبًا إلى جنب مع شاطئ باشكونوك المشمس وغيره الكثير مما يمنح الزائر فرصة التعرف أكثر على ثقافة وثراء التركيبة البشرية المتنوعة ضمن حدود الدولة العثمانية سابقاً والتي تستمر حتى الآن بإظهار مظاهر فخر حضاري متجددة باستمرار بما فيها الفنون التقليدية وحلوياتها المحلية الشهيرة عالمياً!
ختاما، يعد كل موقع ذكرناه أعلاه جزء صغير ولكنه مهم جداً لما تقدمه الجمهورية التركية عموما وساحلها الشرقي خصوصاً؛ حيث تعتبر هذه المواقع مصدر إلهام مستدام للسكان الأصليين وللسائحين على حد سواء بفضل تنوع عناصر الجذب السياحي الخاصة بكل واحدٍ منهم. فعلى الرغم من اختلاف خصائص مناطق جذب مختلفة إلا أنها جميعها تجمع تحت سقف واحد اسم "تركيا".