- صاحب المنشور: حليمة البوخاري
ملخص النقاش:يتزايد الاهتمام العالمي بالتعليم العالي كركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة وبناء مجتمعات معرفية. وفي العالم العربي، يتصدر هذا القطاع تحديات متعددة تتطلب حلولاً مبتكرة لضمان جودة تعليم عالية يمكنها تلبية احتياجات المجتمع المتغيرة بسرعة. واحدة من أكبر هذه التحديات هي الحاجة إلى زيادة الوصول إلى التعليم الجامعي لكافة فئات المجتمع، خاصة الشباب والنساء والفئات المحرومة. بالإضافة إلى ذلك، هناك ضغط مستمر لتحديث المناهج الدراسية لمواكبة الاحتياجات الاقتصادية والتكنولوجية المعاصرة.
من الناحية السياسية والإدارية، يعتبر دعم الحكومة للجامعات ومؤسسات البحث العلمي أمراً حيوياً لكنه غالباً ما يكون غير كافٍ. كما تشكل قضية تمويل البحث العلمي مشكلة كبيرة حيث تحتاج العديد من المشاريع الأكاديمية لدعم خارجي لإنجاز أهدافها. علاوة على ذلك، فإن القضايا اللوجستيكية مثل البنية الأساسية ونقص الكوادر التدريسية المؤهلة تعد عقبات أخرى أمام تقدم النظام التعليمي.
دور التقنية الرقمية
تُعتبر التحولات الرقمية فرصة مثالية للتغلب على بعض التحديات المذكورة أعلاه. الاستخدام الفعال للتقنيات الحديثة مثل التعلم الإلكتروني والمدارس الصيفية عبر الإنترنت يمكن أن يساعد في توسيع نطاق التعليم الجامعي وتحسين الجودة الشاملة للمواد المقدمة. ولكن رغم الفوائد المحتملة لهذه الأدوات الجديدة، إلا أنها ليست خالية من المخاطر أيضاً. إن عملية دمج التقنيات تحتاج إلى خطى مدروسة وضمان عدم ترك أي طلاب خلفهم بسبب محدودية القدرة التكنولوجية أو الاختلافات الاجتماعية-اقتصادية.
في المجمل، يتطلب تحقيق نظام تعليمي عالي الجودة في الدول العربية جهود مشتركة ومتكاملة بين الحكومات والجامعات والمجتمع المدني والشركات الخاصة. ومن خلال فهم واستشراف هذه التحديات بشكل أفضل، يمكن وضع استراتيجيات فعالة تدفع باتجاه مستقبل أكثر شمولاً وحيوية في قطاع التعليم العالي العربي.