تقع مدينة دهوك، الواقعة في شمال غرب العراق ضمن إقليم كردستان، وهي واحدة من أكثر المدن غنىً بتاريخها وثقافتها الغنية. تتميز هذه المدينة الرائعة بموقع استراتيجي مميز بين سلسلة الجبال الشاهقة والمياه الزرقاء المتلألئة لنهر الزاب الكبير. يمكن تتبع جذور حضارة دهوك إلى العصور القديمة، حيث كانت مركزاً هاماً للتجارة والتبادل الثقافي عبر التاريخ.
مع مرور الوقت、تحولت دهوك إلى رمز للتنوع الثقافي والفكري. إنها موطن لمزيج فريد من القوميات والإثنيات المختلفة التي تعيش معاً في سلام واحترام متبادلين. يزدهر المجتمع هنا بشكل خاص بسبب تنوع طوائفه الدينية مثل المسلمين والكاثوليك والأرمن وغيرهم الكثيرون الذين يساهمون جميعهم في النسيج الفريد للمدينة.
تشتهر دهوك أيضًا بتراثها الطبيعي الخلاب. تلعب الطبيعة دوراً حيوياً في حياة أهل المنطقة؛ فهم يعيشون جنباً إلى جنب مع جمال البراري والجبال والشلالات الرائعة. يعد جبل شيمكا الشهير وجهة شهيرة للسكان المحليين والسياح الذين يأتون للاستمتاع بالمناظر البانورامية الخلابة والمعسكرات الرومانسية تحت السماء المرصعة بالنجوم ليلاً.
بالإضافة لذلك، تعدّ الحياة اليومية لسكان دهوك مجالا خصبا للأبحاث الاجتماعية والثقافية. إن عاداتهم وتقاليدهم الموروثة تجسد روح الصداقة والحميمية التي تشكل جوهر مجتمعهم الدافئ والمرحِّب. سواء كان الأمر يتعلق بالتجمعات العائلية خلال المناسبات الخاصة أم الأنشطة الرياضية الشعبية مثل كرة القدم وكرة الطائرة الشاطئية، فإن اللحظات المشتركة تربط سكان المدينة ارتباطا وثيقا.
وفي المجال التعليمي والعلمي، تضم دهوك العديد من الجامعات والمعاهد الدراسية التي توفر فرص التعلم المستمر لأجيال جديدة من الأفراد المؤثرين ومبدعي التفكير الحر. وبهذا الصدد، تعتبر جامعة دهوك إحدى أهم مراكز البحث العلمي والتعليم العالي في الإقليم كلّهُـَا. كما أنه يوجد بها مجموعة واسعة ومتنوعة من المؤسسات التربوية الأخرى والتي تساهم بدور مؤثر في بناء مستقبل مزدهر للإقليم ككل.
تجدر الإشارة أيضاً إلى دور الفنون التقليدية والأعمال اليدوية الحرفية في محافظة الدهوك وأثر هذا الجانب الحيوي على اقتصادها المحلي. فهناك تقليد قديم للحرفيين المهرة الذين يصنعون قطعاً فريدة ومذهلة باستخدام المواد الخام الطبيعية المتوفرة بكثرة حول المدينة كالخشب والصوف. وبالتالي، فقد عزز العمل اليدوي سمعتها كوجهة مرموقة لكل عشاق الأشغال اليدوية الحصرية والتقليدية حول العالم.
علاوة على ذلك، برز اسم مدينة دهوك كمقصد جذاب للسياحة الداخلية والخارجية لما تحتويه من آثار ومعالم تاريخية مثيرة للاهتمام. ومن أبرز تلك المعالم قلعة آقرا الشهيرة بالإضافة لعدد كبير آخر من الآثار الإسلامية والكنائس المسيحية والقلاع البيزنطية وغيرها مما يدلل على ثراء الماضي وحاضر ديhok الغني بالأحداث المثيرة. وفي نهاية المطاف، تُظهر قصة دهوك قوة الانسان قدرته على خلق هوية فريدة تجمع ما بين تراث ماضي سبقه وما يحقق حاضر معمور وسعيد بإذن الله تعالى.
