تُعدّ الخدمة الاجتماعية ركيزة أساسية ضمن منظومة الرعاية الإنسانية التي تسعى إلى تعزيز رفاه الفرد والمجتمع بشكل عام. تتكون مقومات هذه المهنة الحيوية من عدة عناصر مترابطة تشكل معاً بنياناً قوياً لدعم احتياجات الأفراد والجماعات المختلفة. أولاً، تعتمد الخدمة الاجتماعية على مبدأ الاحترام والكرامة للفرد بغض النظر عن خلفيته الاجتماعية أو الاقتصادية أو الثقافية. هذا يعني الاعتراف بحق كل شخص في الوصول إلى خدمات تقدم له المساعدة والدعم المناسبين لتحسين حياته وظروفه المعيشية.
ثانيًا، تتمحور القيم الأخلاقية حول التزام المحترفين الاجتماعيين بالصدق والأمانة والشفافية أثناء تقديم خدمتهم. فهم ملتزمون بالحفاظ على سرية معلومات العملاء وحماية حقوقهم الشخصية. بالإضافة لذلك، فإنهم يعملون وفق مجموعة واضحة من المبادئ والقواعد الأخلاقية تضمن عدم سوء الاستخدام وتقييد الواجبات الوظيفية بهم.
ثالثا، تؤكد الخدمة الاجتماعية أيضاً على أهمية بناء العلاقات الثقة بين العاملين فيها وبين المستفيدين منها. تُعتبر قدرة المحترفين على بناء جسور التواصل والتفاعل الإيجابي أمر ضروري لفهم حالات ومشكلات عملائها بصورة أدق ومن ثم تصميم خطوات التدخل المناسبة لتلبية تلك الاحتياجات.
أخيرا وليس آخرا، تستند الخدمة الاجتماعية أيضا إلى استخدام استراتيجيات علمية ومهنية مدروسة لتقييم فعالية البرامج والخطط الموضوعة للمستفيدين منها. وهذه العملية البحثية مستمرة ومتجددة؛ إذ تساعد نتائج الدراسات والاستبيانات المنتظمة بتحديد مناطق النجاح وانتقاد النواحي القابلة للتحسين مما يساهم باستمرار تطوير واستدامة القطاع برمتها.
بهذا الشكل، يمكن اعتبار المقومات سالفة الذكر هي اللبنات الأساسية التي تقوم عليها مهنة الخدمة الاجتماعية والتي بدورها تعد جزء لا يتجزء من تحقيق مجتمع أكثر عدالة وكفاءة اجتماعياً واقتصادياً وعلمياً كذلك.