تكريت: قلب محافظة صلاح الدين والتاريخ العربي القديم

التعليقات · 0 مشاهدات

تُعتبر محافظة تكريت، الواقعة في عمق الجزيرة العربية الشمالية، واحدة من أكثر المناطق تنوعًا ثقافيًا وتاريخيًا في العراق. تتوسط المحافظة نهر دجلة الخصيب

تُعتبر محافظة تكريت، الواقعة في عمق الجزيرة العربية الشمالية، واحدة من أكثر المناطق تنوعًا ثقافيًا وتاريخيًا في العراق. تتوسط المحافظة نهر دجلة الخصيب وتعرف باسم "مدينة القائد". هذا الاسم ليس بدون سبب؛ فقد شهدت تكريت ولادة العديد من الشخصيات البارزة عبر التاريخ الإسلامي والعربي الحديث. أحد أشهر هؤلاء الشخصيات هو السلطان صلاح الدين الأيوبي، وهو مؤسس الدولة الأيوبية الشهيرة والذي وُلد هنا في العام 1137 ميلاديًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن الرئيس العراقي السابق صدام حسين كان أيضًا مولود تكريتي، حيث رأى النور لأول مرة في تلك الأرض الطيبة في العام 1937 ميلاديًا.

على الرغم من تعدد الثقافات والأديان المرئية اليوم داخل حدود المحافظة - بما في ذلك أغلبية سنية عربية إضافة لمجموعات كردية أصغر حجما - إلا أنه يمكن رصد جذور المجتمع الحالي منذ القرون الوسطى المبكرة. فوفقًا للتسجيلات التاريخية، تعاقبت عدة حضارات على هذه المنطقة الجغرافية الاستراتيجية والتي تشكل الآن جزءًا لا يتجزأ من سرد الدولة الحديثة للعراق. ومن ضمن هذه الحضارات القديمة قبيلة بني إياد العربية المسكونة، الذين سميت المدينة نفسها نسبة إليهم نسبة إلي ابنت هذا القائد الفذ.

لم تكن مكانتها التجارية فقط هي ما جعل منها مركز اهتمام قوي في الماضي البعيد؛ إذ برز دورها العسكري برفقة نظام تحصينات أسسه حاكم فارس سابق باعتباره نقطة حماية ووجود أمام تهديدات جيوش الرومان الشرق أوائل الفتح الإسلامي وانتهاء بتلك المغولي الذين دمروا تقريبًا كل ماتوصل إليه بناؤهما العظيم بحلول نهاية القرن الـ ١٤ ميلادية . ومع إزالة آثار الدمار تدريجيًا بدأ نهوض مجدد للحياة الاقتصادية والسكانية بالتزامن مع نموها المستمر نحو الإنتشار العمراني المتزايد بوتيرته بشكل خاص ابتداءً من الأعوام الأولى لعهد النظام السياسي العراقي السابق بقياده الزعيم الوطني الشهير المعروف بصدام حسين حيث قدم دعما ماليا ضخما لإعادة اعماره وإعطائه شكل مميز يليق بمكانتها الأدبية والجغرافية مما جعله رمز الهوية الوطنية بالعصر الذهبي للإنجازات العملية والفنية الطبيعية المصنوعة يدويا والمنتجات التقليديه والحرفه اليدوية الخاصة بها مثل نسجه الأوبار الصوفية شديدة الجودة والتي كانت ولا زالت علامه مضيئة لدى الشعوب المهتمة بالسلوك الراقي والممتاز للفنون الحرفيه المتنوعه ذات المنشأ الثقافي والعائده بالنفع الكبير علي اقتصاد المواطن ودخل افراد مجتمعاته المختلفه .

هذه المحافظة ، رغم الظروف الصعبة المؤلمة التي مرت بها مؤخراً بسبب النزاعات المسلحة الأخيرة ، تبقى شهادة حيّة على مرونة الشعب العراقي وحبه لوطنه وثبات ذاكرته الجماعية للأحداث المهمة المرتبطة بتاريخ البلاد المشترك والمعاصر أيضاً .

التعليقات