تقع سوريا، رسميًا جمهورية سوريا العربية، في الجزء الشمالي الغربي من قارة آسيا، تحدها تركيا من الشمال، والعراق من الشرق، والأردن وفلسطين من الجنوب الغربي، بينما يحدها من الغرب كلٌ من لبنان والبحر الأبيض المتوسط. تتمتع البلاد بمركز إستراتيجي مهم نظرًا لكونها نقطة عبور رئيسية للتجارة والتواصل بين الشرق والغرب.
يتميز المناخ السوري بشكل أساسي بالمناخ المتوسطي المعتدل، مع شتاء معتدل وأمطار غزيرة وصيف حار وجاف نسبيًا. يمكن تقسيم تضاريسها إلى عدة مناطق مختلفة. أولى هذه المناطق هي المناطق الجبلية المرتفعة، والتي تتضمن مجموعة متنوعة من الجبال والسلاسل الجبلية مثل جبل الشيخ (هرمون) وسلسلة جبال العلويين القريبة من ساحلها البحري المطلة على البحر الأبيض المتوسط.
على طول سواحل البحر الأبيض المتوسط تكثر المدن الساحلية ذات الطبيعة الجميلة، بما في ذلك مدينتي طرطوس واللاذقية اللتان تعدان أيضًا مراكز هامة للشحن والنقل البحري. أما منطقة البادية فهي أرض صحراوية واسعة تمتد شرق نهر الفرات نحو حدود العراق والأردن، وتتميز بتنوع بيئي ملفت رغم قسوة ظروفها البيئية. وفي داخل البلاد نجد سهول واسعة أهمها سهل حمص وسهل حلب وغيرهما مما يعد موطنًا للشعب السوري النابض بالحياة والذي يعرف عنه تاريخيه وحضارته العريقة.
تشتهر سوريا بثراء آثارها التاريخية والحضارية الضارب بجذوره عميقًا عبر الزمن لتصل إلى عصور ما قبل التاريخ. بعض المواقع الأكثر شهرة تشمل قلعة دمشق - واحدة من أشهر معاقل الدفاع المدني القديم في العالم العربي- وكذا حصن الأكراد الشهير المعروف كذلك باسم "قلعة حمص". بالإضافة لذلك فإن كنيسة بيت الدرة ودير مار موسى البرمائية يظهران جانبًا مختلفًا تمامًا للحضارة المسيحية المبكرة في المنطقة. علاوة على ذلك، يحتوي جامع بني أمية الكبير في قلب العاصمة دمشق على تمثيلات فنية فسيفسائية رائعة حققت مكانة عالمية مرموقة ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي.
كما لعب موقعها الإستراتيجي دور حيوي في تطوير شبكتي النقل والموانئ الرئيسية لها. تتمثل أهميتها الاقتصادية بصورة واضحة عند النظر إليها كمكان مرور طبيعي طبيعي للأمم المختلفة يريدون التواصل تجاريًا وثقافيًا مع بعضهم البعض منذ القدم حتى الآن بفضل موقعها المحوري بين الشرق والغرب وجوار بحرها المشترك مع أوروبا.
