تقع مدينة طرابزون الخلابة في الجزء الآسيوي من جمهورية تركيا، تحديدًا في الشمال الشرقي قرب ساحل البحر الأسود. تتمتع بموقع استراتيجي جعل منها مركزًا هامًا للتجارة والتبادل الثقافي منذ القدم، نظرًا لقربها من عدة دول مثل روسيا وجورجيا وإيران ودول أخرى حول بحر قزوين وبحر خزر. تضم المحافظة التي تحمل نفس الاسم مجموعة متنوعة ومتجانسة من السكان الذي يفوق تعدادهم الـ214949 شخص حسب آخر احصائية رسمية متاحة حتى تاريخ هذا النص (٢٠٢٢). يشكل المسلمون نسبة كبيرة بين المقيمون هناك مع وجود مجتمعات صغيرة من المسيحيين والأرثوذكس البيزنطي.
يعود تاريخ تطوير المنطقة واستيطانها لعصور قديمة جدا عندما بدأت مجموعات الملطية التجارية الاستقرار بها خلال القرن الثامن قبل الميلاد مما منحها مكانة عالمية مبكرة كونها نقطة عبور رئيسية في طريق الحرير الشهير آنذاك. هذا الأمر أكسبه شبكة طرق برية وبحرية تربطه بالعالم الخارجي وكما كان موضع اهتمام العديد من الدول والحكام عبر التاريخ بما فيها الرومان والبيزنطيين والعثمانيين وغيرهم ممن ترك بصمة واضحة على بنيان مدينتهم اليوم.
وقد حافظ السكان المحلين بإخلاص على موروث ثقافتهم المتنوعة الغنية بالمطبخ الرائع والمآثر والمعالم السياحية العمرانية المنتشرة عبر شوارع وطرقاتها الضيقة المرصوفة بالحجر المنحوت بعناية لإضافة جو مميز يعكس الهوية الخاصة لأهل تلك البقعة البكر ذات المناظر الساحرة المطلة نحو بحر الظلمة مباشرة . كما أنها مستقبل جامعات ومؤسسات تعليم عليا مهمة تساهم بشكل فعال في دعم التعليم العام والفني العالي داخل الجمهورية التركية ومنطقة جنوب بحر قزوين بشكل خاص بسبب طابع أرضها وشعبها المستقبل المفتوح دائمًا للأفكار الجديدة والخبرات العالمية المختلفة.