موقع كنيسة المهد: رمز مقدس في مدينة بيت لحم

التعليقات · 1 مشاهدات

تُعتبر كنيسة المهد واحدة من أهم المعالم الدينية والتاريخية في العالم المسيحي، إذ تشتهر بتراثها الغني وباعتبارها مكان ولادة السيد المسيح عليه السلام حس

تُعتبر كنيسة المهد واحدة من أهم المعالم الدينية والتاريخية في العالم المسيحي، إذ تشتهر بتراثها الغني وباعتبارها مكان ولادة السيد المسيح عليه السلام حسب الاعتقاد المسيحي. تقع هذه الكنيسة التاريخية في مدينة بيت لحم، الواقعة جنوب الضفة الغربية لفلسطين، وهي جزء لا يتجزأ من المدينة القديمة لبيت لحم. تتميز كنيسة المهد بموقعها الاستراتيجي وأهميتها الروحية والدينية لأتباع مختلف الطوائف والمذاهب المسيحية حول العالم.

كان للإمبراطور البيزنطي قسطنطين الأكبر دور بارز في تحديد موقع كنيسة المهد الأصلية بعد عقود طويلة من البحث المكثف عن المكان الحقيقي لميلاد المسيح. جاء أمر البناء على يديه وعلى يد والدته القديسة هيلانة سنة 326 ميلاديًا. شهد هذا المبنى الزاهر العديد من أحداث التاريخ المضطربة منذ بنائه الأول عبر القرون المتفاوتة حتى يومنا الحالي؛ فقد واجه خطر التفجيرات والحرائق أكثرمن مرة نتيجة للصراعات السياسية والعسكرية المختلفة بالإضافة إلى تهديد الزلازل وغيرها من مظاهر القوة الطبيعية المدمرة. ومع ذلك، برغم كل هذه العقبات ظل قائمًا شامخاً كرمز حي ومستمر للحياة والإيمان لدى جماعة المؤمنين المسيحيين خاصةً والفلسطنين عامة بشكل كبير جديرة بالتذكر والاحترام العالمي لهويتها الثقافية الغنية المرتبطة ارتباط وثيق بتاريخ وانتماء الشعب الفلسطيني المحبوب عالمياً .

يتضح تأثير تعدد الجنسيات والقوميات تحت سقف كنيسة المهد حين يتم النظر إليها اليوم كوحدة مصغرة ذات كيانات سياسية ديبلوماسية متنوعة تساهم بإدارة شؤون تلك التحفة الإنسانية العالمية الفريدة نوعا ما : فهنالك ممثلين رسميون لكلٍّ من الروم الأرثوذكس, والنصارى الشرقيين(السريان), وكذلك طائفتَيْ: الملكيين والكاثوليك الذين يشكلون مع بعضهم البعض منظومة بيروقراطية خاضعة لاتفاقيتي اتفاقيات مشتركة فيما بينهما تسمى "الاتحاد الثلاثي" ، بينما تعتبر الكنيسةالأرثوذكسيةالأرمينية الحديثة مثل زملائها السابقين عملاً مشتركًا يجسد روح التعاون واحترام التعايش السلمي رغم الاختلافات الدينية والجغرافية المرئية ظاهريا لكن تبقى روح التشابه الداخلى هي مناط الوحدة والتعاون فيما بين هؤلاء جميعاً وفق إطار قانوني مرتبط بشريعة القانون الدولي المنظم علاقات الدول والمجموعات البشرية المختلفه المستقلة تواجداتها داخل حدود الدولة الفلسطينية الوطنية الموحدة سياسياً.

وفي النهاية يمكن القول إن حضور كنيسة المهد ليس فقط لجذب الحجاج والسائحين ممن يرغب بزيارة المواقع المقدسة بل كذلك لدواع السياحية والثقافية المشروعة الأخرى ، فهي تؤكد رسالة هامة مفادها قدرة الإنسان مهما تغير الزمان والمكانعلى نقل رسائل محبة وسامية ذات بعد روحي سامٍ مستمد بدوره مباشرة مما ورد في كتاب الله العزيز وفي أقوال حكمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ودينه الحنيف أيضًا لما فيه صلاح حال الجميع مادامت الحياة قائمة واستمرت حركة التدافع الانسانى نحو تحقيق الحقوق المدنية والشعبية لشعب ينشد الحرية والاستقلال السياسي التام دوماً بلا انقطاع إلا وقت اعلان تحقق اهدافه مشروع الكيان الفلسطينى

التعليقات