تحولات التاريخ: رحلة التكوين الأميركي

التعليقات · 0 مشاهدات

ولدت الولايات المتحدة الأمريكية من رحم الحرب والاستقلال، لتبدأ قصة ازدهارها على أرض القارات الوسطى لأميركا الشمالية. قبل قرن الثامن عشر الميلادي، كانت

ولدت الولايات المتحدة الأمريكية من رحم الحرب والاستقلال، لتبدأ قصة ازدهارها على أرض القارات الوسطى لأميركا الشمالية. قبل قرن الثامن عشر الميلادي، كانت الأرض موطنًا لهنود الحمر الذين عاشوا هنا عبر عصور متطاولة. لكن مع بداية القرن الثامن عشر، عرف المستعمرون الأوروبيون طريقهم نحو هذه البراري الواسعة بحثًا عن حياة جديدة.

في العام ١٧٧٦، وبعد سنوات طوال من النضال ضد الاستبداد الإمبراطوري، حققت المستعمرات الثلاث عشرة نجاحها الكبير عندما أعلن رجال مثل جورج واشنطن وبنجامين فرانكلين ودانييل ويبر استقلالهم رسميًا عن المملكة المتحدة. لقد كانت تلك اللحظة الفاصلة التي ولدت فيها الدولة الوليدة ذات الحدود غير محددة بشكل واضح آنذاك.

ثم شهدت السنوات التالية توسعا ملحوظا للأمة الناشئة. فقد امتدت حدود الولايات المتحدة غربًا للاستيلاء التدريجي على الأراضي القديمة للهنود الحمر، بما في ذلك شراء لويزيانا الشهير من الفرنسيين في العام ١٨٠٣ والذي تضاعفت بموجبه مساحة البلاد تقريبا. ومع نهاية القرن نفسه، أصبح لدى أمريكا سيادة واسعة تشمل كاليفورنيا وتكساس وغيرها مما تم اكتساب حقوق ملكيتها خلال فترة حملاتها العسكرية المتلاحقة ضد المكسيك. حتى أنه يمكن النظر بفخر اليوم لهذه الحقائق التاريخية كجزء أساسي من هويتهم الوطني.

ومع مرور الوقت وتحول النظام الحكومي من نظام كونفدرالي إلى نظام فيدرالي بحلول ثلاثينات القرن التاسع عشر، واصل الشعب الأميركي العمل بلا كلل لبناء مؤسسات هيكل دولتهم الحديثة ونظام حكمهم الديمقراطي الحر المبني أساسا على حرية الأفراد وحماية حقوق الإنسان والحريات المدنية. وساهم هذا النهج السياسي العملي والجذور العريقة في المجتمع المدني بنمو الاقتصاد الأمريكي ليصبح الأقوى عالميا ومركز ثقافي وفكري رائد صاحب حضورا بارزا ومؤثر على المسرح العالمي للأحداث والمعارف الإنسانية المختلفة سواء أكانت أدبية أم علمية أم تكنولوجية...الخ. ولا تزال ذكرى المحنة الأولى لاستقلال أمريكا عبر قضيتها البطولية لحقت دستورها الجديد حفظت روح مقاومتها وشجعتها دائمًا للسعي لتحقيق تقدم اجتماعي واقتصادي وثقافي مستدام ومتجدد يومياً!

التعليقات