نجران، الواقعة في الجنوب الغربي من المملكة العربية السعودية، ليست مجرد موقع استراتيجي يتميز بتنوعه البيئي وثرواته الطبيعية فقط؛ بل إنها أيضًا بيت لأكثر من نصف مليون شخص يشكلون مجتمعًا غنيًا بالتاريخ والثقافة والعادات الفريدة. حسب آخر البيانات الرسمية، يعيش حوالي 700 ألف نسمة داخل حدود نجران وخارجها. هذا الرقم ليس بالأمر البسيط بالنسبة لمنطقة تعد واحدة من أغنى مناطق المملكة بتاريخها وحضورها الثقافي الضارب بجذوره عميقًا في التاريخ العربي القديم والإسلامي الحديث.
**تاريخ ولادة نجران وأهلها**
تأسست نجران כ市 كموقع حضاري مركزي منذ آلاف السنين، حيث كانت مركزًا تجاريًا حيويًا نتيجة موقعها الاستراتيجي الذي جمع بين الشمال والجنوب للجزيرة العربية. قبيلتي بني الحارث وهمان هما أول من سكن فيها واستقرَّ هنا قبل الفتح الإسلامي. بعد ذلك، امتزجت هاتان القبيلتان واندمجتا بشكل تدريجي مع مجموعات أخرى لتكوين المجتمع الناعم المعروف اليوم. رغم مرور الأعوام والتغيرات التي طرأت عليها، إلا أن سكان نجران حافظوا بشدة على تراثهم وعادات آبائهم وأجداهم.
**العصر الإسلامي ونشر الرسالة الدينية**
في القرن السابع الميلادي، وبالتحديد خلال العام الثامن هجري، ذهبت مجموعة من أبناء نجران لاستقبال دعوة الحق الجديدة والدخول ضمن منظومة المسلمين تحت قيادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. حين وصل الوفد النجراوني إلى المدينة المنورة، عرض زعيمهم اسلامهم ودعا لمزيد من تبشير دين الرحمة للأشقاء المقيمين في ديارهم. بناءً على طلب زعيم القبيلة، أرسل رسول الله سبط الشمس أبي عبيدة عامر بن الجراح لنشر العلم والمعرفة الدينيَّة هناك. تعكس هذه الخطوة رغبة الدولة الإسلامية الوليدة آنذاك بإدخال شعوب المنطقة المختلفة تحت مظلة عقيدة جديدة توفر لهم حياة كريمة وتسعى لغرس قيم العدالة الاجتماعية والأخلاق الحميدة.
**الثراء الثقافي بالمواقع الأثرية والمواقع الترفيهية**
بالإضافة لما ذكر سابقًا حول الجانب السكاني والتاريخي والثقافي لمنطقة نجران، فإن لهذه الأرض قصة تتحدث عنها آثارها ومواقعها الطبيعية خلابة المشاهد والتي تشكل معلمًا ثقافيًّا مميزًّا يحكي قصص جدود ومعارك وحكايات قديمة. أحد أشهر تلك المواقع هو الأخدود وهو ظاهرة جيولوجية عظيمة تشتهر عبر العالم ويذكر ذكره قرآن كريمًا مطلقا لعظمة خلق الله عزوجل وصفائه وغزارة موارده الطبيعية الخلابة . أما باقي الآثار الهامة فنذكر منها أيضا : آبار خطمة وهذه تجمع لعدة بِئِـِـر تستخدم للشرب وتزويد القوافل أثناء سفرها بكافة المستلزمات الغذائية والاحتياجات الأخرى اللازمة للسفر الطويل ، كما يوجد بالقرب منه نقوش ملكيه لحاكم محلي يدعى الملك يوسف مما يبرز ارتباط المكان بالحقب القديمة للتأريخ العربي . كذلك تحتضن المنطقة العديد من المساحات المفتوحة الجمالية مثل منتزة الملك فهد وغيره المنتشرة في مختلف نواحي القرية السياحية الشهيرة دور جذب جذب للاستجمام والاستراحة وسط أجواء متفردة خالية تمامًا ممنظر البشرية وضوضائها المعتاده . بذلك تكون كل عناصر المدينة مجتمعة شاهداًlive proofعلى مدى روعتها الفريدة من نوعها كونها توازن بين الماضي والحاضر بما يحقق رضى ورغبات كافة مرتادي وطالب اكتشاف المزيدعن التعايش الانساني للحضاراتالسابقة والباقية حتى وقتناالحالي تحت رايةالإسلام المبجل .
