تمتاز سلطنة عمان بتنوع ساحر يجمع بين المناظر الطبيعية الفريدة والتاريخ العريق، مما يجعلها وجهة جذب للسائحين من مختلف أنحاء العالم. وعلى الرغم من موقعها الاستراتيجي في الطرف الجنوبي الشرقى لشبه الجزيرة العربية، فإن ما يجعل عمان مكانا فريدا هو تنوع بيئتها الطبيعية.
إحدى أهم معالم جاذبية عمان هي غناها البيئي. تُمثل المناطق البرية المفتوحة جزءاً كبيراً من هذه الوجهة، لكن وجود الجبل الأخضر - وهو منطقة جبلية أخاذة ذات محمية طبيعية ضخمة تغطي أكثر من ٢٥٠٠ كيلومتر مربع- يعكس بدقة رعاية البلاد لمواردها الطبيعية الثمينة. بالإضافة إلى ذلك، تقدم محافظتي مسندم وظفار تجارب مغامرات مذهلة تتضمن التنزه وسط الوديان الجبلية الخصبة والشواطئ الآسرة. إن بحيرتا "ظفار" الشهيرتان هما حقائق مثالية لعشاق الترحال والفوتوغرافيا على حد سواء.
أما بالنسبة للجانب الثقافي والتاريخي، فقد حافظت عمان بشكل رائع على تراثها القديم حتى يومنا هذا. تتناثر المعابد التاريخية المنتشرة حول العاصمة مسقط ومدن أخرى عديدة كجزء حيوي من المشاهد اليومية. يعد المسجد الكبير الذي يحمل اسم السلطان قابوس شاهداً بارزا على الهندسة المعمارية الإسلامية التقليدية والإنجازات الحديثة للعُمانيين. كذلك يمكن زيارة المتحف الوطني الذي يحتفظ بتراث البلاد وشعبها منذ القدم مرورًا بالإمارات المستقلة ثم الدولة القائمة الآن تحت حكم آل سعيد.
لا يمكن تجاهل أيضاً تأثير البحر الأحمر وبحر العرب على حياة الشعب العماني وعاداتهم. توضح الآثار الموجودة بمحافظة ظفار كيف كانت التجارة البحرية مهمة للغاية قبل سنوات طويلة عندما كان طريق البخور الحيوي يستخدم لنقل البضائع والمعارف بين آسيا وأوروبا عبر جنوب شبه الجزيرة العربية. وقد ترك هذا الطريق أثره الواضح حتى عصرنا الحالي، إذ شهد تحويل بعض المدن الصغيرة على طول خطوطه القديمة إلى مراكز ثقافية نابضة بالحياة تجمع بين الماضي والحاضر بطرق مبتكرة وجذابة.
إن كل هذه المقومات مجتمعة تجعل من عمان مركز جذب رئيسياً لكل عاشق للأماكن الجميلة والأصالة الثقافية الغنية. فهي ليست مجرد بلد ذو موقع مميز فقط ولكن هي أيضا مهد حضارات قديمة مستمرة بإبداعها وتطورها رغم الزمن.
