يعد العرب واحدة من الأعراق الرئيسية والشعبيات المؤثرة عالميًا، إذ يشكلون جزءًا أصيلًا وفاعلًا من المجتمع الإنساني عبر التاريخ. يعود تاريخ انتشار العرب جغرافياً إلى شبه الجزيرة العربية وجنوب غرب آسيا وشمال أفريقيا، ويبلغ عددهم اليوم حوالي أربعمائة مليون شخص، موزعون عبر اثنين وعشرين دولة تشكل ما يسمى بالوطن العربي.
وتتصدر جمهورية مصر العربية قائمة الدول الأكثر اكتظاظاً بالسكان عربياً بنحو تسعين مليون مواطن وفق آخر الإحصاءات الرسمية الصادرة عام ٢٠١٦ م، بينما تحتل جزر القمر المركز الأخير بذلك الترتيب بعدد ساكنة يقارب الثمانمئة ألف فرد حسب تقديرات الأمم المتحدة ذات العام. وهذه الاختلافات تعكس تنوع الأحوال المعيشية وظروف الحياة داخل حدود تلك الدول المتنوعة المساحات والحكومات والنظم السياسية.
ومن الناحية الثقافية والتراثية، يتميز المواطن العربي بتشبته بجذوره العميقة المحفوظة جيداً في نفوس شعوبه، حيث تعتبر اللغة العربية عماد هويتهم الوطنية المشتركة بلغة رسمية تستخدم أساساً في كافة المؤسسات الحكومية والأعمال الرسمية للدولتين والقارات الأفريقية الآسيوية الواحد والعشرون ضمتها عائلة وطن عربي واحد بلا انقطاع ولا انكسار رغم تحديات الزمن وجراحاته. وتمتزج هذه الحضارة القديمة بمزيج متفرد ومتفرد ومتجانس من التأثيرات الدينية والإقليمية بما فيها المسيحية والإسلام والكثير غيرها مما ترك بصماتها الغنية والمفعمة بالحياة الملونة للأدب والفلسفة والعلم الطبيعية والصناعات اليدوية التقليدية بالإضافة للتطور الحديث للعلوم والمعارف الحديثة التي صنعوها بدورهم وحققوا بإنجازاتها مكانة دائمة ضمن منظومة العمل الأكاديمي العالمي الكبير.
وفي ختام رحلتنا السريعة عبر دهاليز الماضي والحاضر لمجتمع عالم عربي واسع وكبير -كما وصفوه قبل قرون مضت بأنه "موطن الشمس"- نسأل الله عز وجل دوام الوئام والاستقرار للشعوب العربية جمعاء وأن يحفظ لهم مكتسبات أمجاد آبائهم وآمال مستقبل أولادهم بعزيمة الشباب وإخلاص الكهولة ورعاية الطفولة الأبية تبقى شامخة أمام الدنيا دوماً.. آمين يا رب العالمين.
