تُعتبر الفلبين وجهة سياحية نابضة بالحياة ومعروفة بثرائها الثقافي والبيئي. يمتاز هذا البلد الاستوائي بمجموعة متنوعة من المناظر الطبيعية التي تبدأ بشواطئه البكر والجزر المهيبة وصولاً إلى بركاناته النشطة وغاباتِه المطيرة كثيفة الظلال. يُقدم موسم السفر الأكثر راحة عادةً بين ديسمبر وأبريل، ولكن يمكن زيارتها طوال العام للاستمتاع بطقسها الدافئ والتوابل المحلية.
بين أشهر المسارات السياحية في الفلبين، تأخذ "ميندورو"، المعروفة أيضًا باسم أرض الثمانون ألف شجرة نخيل جوز الهند، مكانة بارزة مع شواطئها البيضاء الناصعة. ثم هناك العاصمة التاريخية "مانيلا"، التي تضم آثارًا تاريخية وثقافية مميزة مثل قلعة سان أغوستين. كما يجذب البراكين الشهيرة مثل "تال"، خاصة بحيرة المياه الفيروزية الملونة والتي تعلو فوق سطح الأرض، عددا كبيرا من الزوار كل عام.
أما بالنسبة لـ "بوراكاي"، فهي مشهورة بشكل خاص بشاطئ "ويتهورن بيتش"، والذي صنفته العديد من المنظمات العالمية بأنه واحد من أجمل الأماكن في العالم. وعلى الرغم من ذلك، فإن جاذبية الآلاف من السياح حول العالم ليست فقط في جمال طبيعتها الخارجية؛ فقد أثبتت هذه المقاصد أيضاً ثراء ثقافتها الغنية بالتراث والتقاليد العميقة الجذور.
تعد جزيرة "مالاباسكوا" الواقعة قبالة سواحل "سيبو"، واحدة أخرى ضمن قائمة الأماكن ذات الشعبية المتزايدة. تشتهر بتقديم تجارب فريدة كتلك الخاصة بغوص القرش، مما يوفر فرصة لمراقبة هذه المخلوقات العملاقة في بيئة هادئة وآمنة تحت الماء.
وفي الجانب الآخر تماما من البلاد، تكشف لنا مدينة "فيجان" بنظرتها المثالية للعصور القديمة كيف يبدو الأمر عندما تسافر عبر الزمن ذاته. بعد حفاظها الأسطوري عليها منذ العصور الوسيطة، حصل الموقع الآن على تصنيف المواقع التراثية العالمية وفق منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو). هنا تقف الأعمال الفنية والأعمال اليدوية التقليدية جنباً إلى جنب مع المتحف الوطني وحدائق المدينة السلمية الغامضة - جميعها عناصر تضيف عمقا متعدد الطبقات لهذه الوجهة الفريدة حقًّا.
مع ارتفاع يصل حتى حوالي ثلاثة آلاف متر فوق مستوى سطح البحر، يعد جبل "بولاج" أحد أكثر مواقع المشاهدة شهرة في المنطقة لاستعراض مشهد الكون المرئي ببركةٍ مليئة بالألوان المذهلة أثناء ساعات فجر يوم جديد. فهو ليس مجرد رحلة جبيلة أخرى وإنما أيضا بوابة نحو مغامرات فضائية لعشاق علم الفلك والاستكشاف العلمي الروحاني!
وأخيرا وليس آخرًا، تقدم منطقة "إل نيدو" بكل ما فيها من محمية بحرية للحجر الجيري وخليج منعزل ومنطقة رطبة لأكثر أنواع الطيور تنوعًا وأطول خطوط الشاطئ طوليًا ذو اللون الأبيض الناصع ، مزيجًا مثاليا لجذب عشاق الرياضات المائية وممارسة رياضات الغوص واستكشاف الحياة البحرية الوفيرة المنتشرة داخل تلك الأعراف البصرية الجميلة الهادئة.
تشكل جزر "فيسيان"، الضاربة جذورها عميقًا في قلب الفلبين، قاعدة إنتاج واسعة الانتشار للأرز والكاكاو والنباتات النباتية المختلفة بالإضافة لاستخدامات متنوعة لإنتاج منتجات غذائية أخرى تعتمد أساسًا على انتاج المواد الغذائية النباتية الأولية الرئيسية كالطحالب والبقوليات وغيرها الكثير منها.
إذا كنت تبحث عن ملاذ ريفي هادئ يستعيد فيه جسم وعقل الإنسان توازنيهما مرة اخرى, فلن تجد أفضل بكثير ممن توفره لك جمهورية الفلبين العزيزة لقضاء عطلتك الصيفية المقبلة إنطلاقاً من مدنها الرئيسية وانفتاحها الخارجي مما يشكل مجتمع يشترك فيما بينهما ارتباط عضوي يؤكد بان البشر هم جزء أصيل ولا يمكن تفكيكه مهما كانت ظروف التطور والسير نحو المستقبل الحديث .