فلورنسا، عاصمة منطقة توسكانا الواقعة شمال وسط إيطاليا، تعتبر واحدة من أكثر المدن جاذبية في البلاد. تحيط بها التلال الخلابة والجبال الشامخة، وتجري عبرها مياه النهر المتعرجة "أرنو" والتي لعبت دوراً أساسياً في تشكيل ملامح هذه المدينة التاريخية والعريقة. تعدّ فلورنسا وجهة محبوبة للسياح بسبب تنوع وجاذبية معالمها الطبيعية والثقافية الفريدة. إنها ليس فقط مركزاً للنبيذ والإبداع الفنّي ولكن أيضاً رائدة عالمية في مجال التعليم ومهد النهضة الأوروبية. خلال فترة ازدهارها بين القرنين الثالث عشر والخامس عشر الميلاديين، أصبحت فلورنسا مهداً لجميع أشكال الفنون والعلوم الإنسانية. وقد ساهم موقع المدينة الحيوي واستقرارها الاقتصادي آنذاك بشكل كبير في تطوير مختلف فروع العلم آنذاك مثل طب الأعصاب وأبحاث رسم خرائط العالم والنظرية الفلكية الحديثة.
في الوقت الحاضر، يشكل القطاع السياحي عماد الاقتصاد المحلي حيث تستقطب المدينة ملايين الزائرين سنوياً ممن يأتون خصيصاً لرؤية آثار ماضيها الباهر ومعاصرتها الثقافي المتجدد دائماً. بالإضافة لذلك فإن الدراسات الجامعية لأعداد كبيرة من الطلبة الدوليين تساهم بدعم متوازن للاقتصاد المحلي. علاوة على ذلك، تحتفظ فلورنسا بثقلها التجاري عبر إنتاج مجموعة متنوعة من المنتجات ابتداءً بالمستحضرات الكميائية وانتهاء بمختلف تصنيفات مواد الملابس ذائعة الصيت عالمياً. وعلى رأس قائمة صناع الأزياء العملاقة العاملة هناك شركة غوتشي الشهيرة وشركة فيراراجامو ذات الرنين العالمي كذلك. لقد شكل اختيار المصممين الأفراد لهذه العاصمة الإيطالية كمقر لهم ضربة ساحقة لمنافسيهم الذين سعوا للحاق بهم مستقبلاً مما رسّم دور فلورنسا الريادي ضمن مشهد تصميم الأزياء منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وما بعده مباشرة.
تتميز فلورنسا بتراث حرفي يدوي تقليدي نابض بالحياة ينتج بعض الأعمال الأكثر تفرداً وإتقانا حول العالم بما يشمل التحف البرونزية الصغيرة، القطع الزجاجية المنحوتة بحرفية دقيقة، نسخ منحوتاته القديمة الشهيرة وغيرها بكثير. تلعب احتفالات عرض الموضة السنوية والمعارض الدولية الآثرية دوراً محورياً في نشر شهرتها العالمية وتعزيز مكانتها التجارية بصفتها وجه ذا مصداقية عالية لنابغة التصميم والحرف اليدوية الناجزة علي مر العصور.
ومن أشهر المواقع السياحية داخل نطاق حدود فلورنسا هي ميدان بياززا ديلا سينوريّا والذي يعد قلب المحافظة الرئيسي ويتضمن القصر القديم المبني مطلع الحقبة الرومانسية البيزنطيه المعروف باسم قصره البابوي. ثم يلي ذلك جسوره الضيقة فوق نهريه أرنوفيكو - واحدٍ من اقدم الجسور الموجودة حالياً ويعود تاريخ بناء هيكلها الحديث إلي القرن الرابع عشر تحديدًا سنة ١٣٤٥ ميلادية . أخيرا وليس آخرا ، متحفة سانتا ماركيوس الرسولي الاسبق للديري يسحر زواره بجداريات فرانجليسكو بيلاتشيو الرائعه مضيفة منظورا جماليا فريدا لاتخفى رونقه عند زيارتك لتلك المنطقة العريقة بكل تأكيد !