تزدان مياه بحر إيجة بموقع خاص تتمتع فيه جزيرة كريت بجماليَّة فريدة ومتفردة؛ فهي ليست مجرد قطعة أرض داخل البحر المتوسط فقط، بل هي رمز للأثر الثقافي والتاريخي الغني لأرخبيل اليونان. تُعتبر خامس أكبر الجزر هناك، مساحتها تقدر بحوالي 8,336 كم²، ولها شكل مستطيلي الطابع بطول يزيد عن ٢٥٠ كم وعرض قدره حوالي 55 كم. تجاورها سهول ساحلية خصبة تتخللها أنهار قصيرة وحياة برية متنوعة.
تاريخيًا، تعود جذور الحضارة الكريتية إلى القدم، حيث بدأت بالإنجازات العمرانية الرائعة لحضارة مينوان القديمة -التي سميت باسم ملك أسطوري يُدعى "مينوس"- وذلك قبل نحو أربعة آلاف سنة مضت. بلغ نفوذ هؤلاء القوم ذروته حينما امتدَّ سلطتهم لتغطِّي تماماً كل منطقة شرق البحر المتوسط بما فيها جزر بحر إيجة القريبة. اليوم، يمكن رؤية الكثير مما تبقى لهذه التحفة الإنسانية الضخمة عبر الآثار والمعابد الموجودة بكثافة فوق تربتها.
بعد انتهاء تلك الحقبة الذهبية، مرَّت كريت بفترة طويلة نسبياً كجزء تابع لإمبراطوريات مختلفة مثل الدولة الرومانية والإمبراطورية البيزنطية. وبمرور الوقت تغير نفوذ المناطق حول العالم بشكل كبير عندما اجتاح المغاربة الأندلسيون البلاد ومعهم حاكم يدعى أبو حفص عمر البلوتي أسَّس دولة محلية مستقلة لفترة وجيزة قبل أن تستعيد القوات المسيحية الأرض مرة أخرى تحت مسمى "الإمبراطورية البيزنطية". وفي القرن الخامس عشر دخلت الجزيرة تحت حكم الجمهورية البندقية لمدة قرن ونصف قرن آخر قبل انتقال السيطرة إليها أخيرا لدولة تركيا العثمانية والتي ظلت تهيمن عليها لما يقرب التسعين عاما التالية لها أيضا. ولم يتم توحيد الجزيرة رسميا بالحكومة المركزية للجمهورية اليونانية إلا بعد الثورة التركية عام ١٩١٣ ميلادي.
تتنوع تضاريس كريت ما بين المنخفضات السهلية المطلة مباشرة على الشاطئ والبروزات البركانية الشاهقة ذات المرتفعات الهائلة والتي يصل ارتفاع أحد أقوامها المعروفة باسم جبل أديه اوروس إلي ما يفوق ٢٤٦٢ متر فوق مستوى سطح البحر ممّا يساعد علي تجمع الأمطار وهطول الثلوج خاصة أثناء موسم الشتاء المعتدل . بينما يشهد الجانب الجنوبي منها بيئة صحراوية قاسية نظرا لقربه النسبي من الصحراء شمال أفريقيا الأمر الذي ينعكس كذلك على اختلاف درجات حرارتها الموسمية وكذلك ساعات تعرض مناطق مختلفة للشمس حيث تشهد المناطق المقابل لجبل إدوي اروسو تمثيلاً دقيقًا للنظام المناخي المتوسطي المُعتاد فيما يعيش الجزء الدافئ الأكثر عرضًا مباشرًا لأشعاع الشمس في ناحيته الجنوبية تحديدا تحت نظام مناخ شبه مدارية مشابه لنظيره الأفريقي بنفس الترتيب العام تقريبًا.
وبالفعل يحقق الربيع والخريف أجواء مثالية للاستمتاع بتلك التجربة السياحية وسط خضم البساتين المثمرة بالأرز والقمح وزيت الزتون والعنب بالإضافة لمزاولة الشعوب الأصلية لأنشطة اقتصاد مهيكله كالرعي وصناعة الملابس التقليدية جنبا إلي جنب مع تطوير قطاع الخدمات بشكل ملفت نظرآ لكثافت السكان الذين تتخطاهم حاجزة تعداد مواطنيهم مليون ساكن حيث يسارع أبنائها بإستقبال الداخلين إليها بكل ود واحتفائيين كما أنها تحتوي حاليا علي مدن رئيسيتها وهي مدينة هركليون العاصمة الجديدة及مدينة خانيا الثانية من حيث الأحجام بالسكان فضلا عن مراكز صغيرة لصيد الأسماك وغيرها تلعب دور هام مهم للغاية للحفاظ
