تُعدّ المملكة العربية السعودية واحدة من الدول ذات الأهمية الاستراتيجية في الشرق الأوسط، وتتميز بتنوع سكانها وتركيبتهم الديموغرافية الفريدة. وفقاً لبيانات الهيئة العامة للإحصاء بالمملكة، بلغ تعداد السكان السعوديين وغير السعوديين المقيمين داخل البلاد نحو 34,815,652 نسمة بنهاية العام 2022. هذا العدد يُظهر نمواً مطرداً للسكان نتيجة سياسات الدولة التي تشجع الإنتاج المحلي والاستثمار الخارجي، فضلاً عن كون المملكة وجهة مفضلة للعمال المهاجرين بسبب فرص العمل المتاحة فيها.

يتألف المجتمع السعودي بشكل أساسي من المواطنين السعوديين الذين يشكلون حوالي ثلثي إجمالي عدد السكان، بينما يمثل الوافدون الباقي تقريباً وبنسبة تتراوح عادة ما بين 30% إلى 40%. ويجدر التنويه هنا بأن نسبة الشباب تحت سن الـ25 عاماً تعد مرتفعة مقارنة بالنسب العالمية الأخرى مما يعد مؤشراً مهماً للتطور الاقتصادي مستقبلاً نظراً لإمكانيات القوة العاملة الشابة.

وتشتهر المملكة بتكويناتها العمرانية الحديثة والمراكز الحضرية الرئيسية مثل الرياض وجدة والدمام وحائل وتبوك. إلا أن غالبية السكان يعيشون في المناطق الجنوبية والشرقية حيث يقع معظم حقول النفط المنتجة للبلاد والتي امتصت الكثير من العمالة البشرية خلال العقود الأخيرة. ومن الجدير بالذكر أيضاً أن مناطق الحدود الشمالية الغربية للمملكة تنعم بمواقع سياحية خلابة تجذب الزائرين محلياً ودولياً مع مرور الوقت.

وفيما يتعلق بالتركيبة الاجتماعية للسكان، فإن الدين الإسلامي هو المسيطر بحكم طابعه الرسمي للدولة، مما يجعل أغلب الشعب سعودي الأصل مسلم المذهب السني. ومع ذلك، فقد شملت السياسات الحكومية الرخاء الثقافي والعقائدي لتقبل وجود تجمعات دينية أخرى ولكن ضمن حدود القانون والنظام الاجتماعي الراسخ. بالإضافة لذلك، تعتبر اللغة العربية هي اللغة الرسمية الأكثر استخداما تليهاdialects عربية مختلفة حسب المنطقة الجغرافية لكل مواطن ويعكس هذان العنصران الثقافة الوطنية المتنوعة والحياة اليومية لمختلف الطبقات الاجتماعية الموجودة بالسعودية.

خلاصة القول؛ إن فهم خصائص تركيب السكان بالمملكة وكيفية تأثير عوامل متعدد عليها أمر ضروري لفهم طبيعتها ككيان سياسي واقتصادي وثقافي كبير يؤثر بدوره بشكل مباشر على مصالح العالم العربي والعالم بأسره نظراً لدور المملكة المؤثر عالميًا وعلى الصعيد الدولي كذلك.