• صاحب المنشور: إسلام الصالحي
  
  ملخص النقاش:
  في العصر الرقمي الحالي، أصبحت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. هذا الانتشار الواسع للتطور التقني قد شكل تحولات كبيرة في مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمجتمعات العربية. بينما يوفر الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي فرصاً هائلة مثل زيادة الوصول إلى المعلومات والتواصل العالمي، كما يدعم الأعمال التجارية الصغيرة ويفتح آفاق التعليم الذاتي، إلا أنه أيضًا خلق مجموعة جديدة من التحديات التي تحتاج إلى معالجة حاسمة.

الأولويات الرئيسية لتأثيرات التكنولوجيا:

1. الثقافة": هناك قلق متزايد بشأن تأثير المحتوى عبر الإنترنت على القيم الثقافية والدينية للأجيال الجديدة. يتمتع الشباب العربي بإمكانية الوصول غير المحدود لمجموعة متنوعة من الأفكار والمواقف الغربية والتي يمكن أن تتحدى معتقداتهم المحلية. وهذا يشكل حاجة ملحة لتعزيز الحوار حول الاستخدام المسؤول للإنترنت وضمان توافق محتواه مع الهوية الثقافية والقيم الإسلامية.

1. الأمن والإرهاب: إن شبكة الإنترنت توفر أيضا بيئة خصبة للإرهابيين والجماعات المتطرفة لنشر أفكارهم وتجنيد أعضاء جدد بطرق خفية ومخفية. وقد أدى ذلك إلى ضرورة تعزيز الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب الإلكتروني وضمان سلامة المواطنين العرب عبر العالم الافتراضي.

1. التعليم والتوظيف: رغم الفوائد العديدة للتعلم عبر الإنترنت، فإنها طرحت مشاكل متعلقة بالمساواة في الفرص بين الطلاب الذين لديهم إمكانية الوصول إلى هذه الأدوات الحديثة وغيرهم ممن ليس لديهم نفس القدرة. وكذلك الأمر بالنسبة لسوق العمل حيث أصبح العديد من الوظائف مهددة بسبب الروبوتات والأتمتة. وهذه الظروف تسلط الضوء على أهمية إعادة النظر في سياسات التعليم العام وبرامج التدريب المهني لاستيعاب التحول الرقمي المستمر وتحقيق العدالة الاجتماعية.

1. الصحة النفسية والعزلة الاجتماعية: من الآثار الجانبية للمشهد الرقمي الحديث انتشار حالات الاكتئاب والقلق واضطراب نقص الانتباه/ فرط النشاط نتيجة التعرض المطول للشاشات وعدم الحصول الكافي على الراحة الشخصية والتفاعلات وجهاً لوجه. بالإضافة لذلك ظهر مصطلح "العزلة الرقمية" الذي يعبر عن الشعور بالعزلة حتى ضمن مجتمع رقمي واسع النطاق مما يستوجب جهود مكثفة لإعادة تعريف الحدود الصحية لوقت الشاشة وزيادة الأنشطة المجتمعية خارج نطاق الشبكات الاجتماعية.

رؤية المستقبل:

لتجاوز المشكلات الحالية وتعظيم فوائد الثورة الرقمية ينصح باتباع نهج شامل يأخذ بعين الاعتبار كافة الأصعدة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والنفسية تحت مظلة استراتيجيات محلية وعالمية مبتكرة ومتكاملة تشمل :

* تدابير وقائية وقانونية لحماية الأطفال والشباب وأصحاب الكفاءات العلمية المنخفضة ضد مخاطر الانسياق خلف المحتوى السلبي والحفاظ كذلك علي خصوصيتهم واستقلالهم الشخصي أثناء استخدام وسائل الاتصالات الحديثة .

* استثمار أموال الدولة بحكمة لتحسين البنية الأساسية وإنشاء خدمات اتصالات لاسلكية شاملة تغطي المناطق النائية وتسهل بلوغ الدورات الأكاديميه المجانية .

* تطوير نماذج عمل مرنة تساهم بتكيّف سوق العمل المعاصر وفق متطلبات العصر الرقمي الجديد ولا تهدر مهارات البشر الطبيعة ويتضمن هذا الجزء تنظيم دورات قصيرة المدى وورش عمل مستمرة لفئات مختلفة بغرض دعم احترافية العماله المنتجة بأحدث تقنيات الصناعة التصنيعية والإدارية والتجارية ذات الدرجة العليا عالمياً

* وضع ضوابط أخلاقيه رقابة اجتماعيه وإرشادات دينية موجهة نحو الترفيه والصحة العامة وهي مسؤولة جماعياً بفلسفات مشتركة تجمع شرائح عمرانيه متنوّعه بهدف التشاور التأکيدي وفي نهاية الأمور مشروعيه توسعة مجالات البحث العلمي بمختلف تخصصاته العلميه الإنسانيه والخير الإنساني عامةً