تعد جزيرة سقطرى، الواقعة قبالة ساحل جنوب غرب شبه الجزيرة العربية، واحدة من أغنى الجزر من حيث تنوع الحياة النباتية والحيوانية في العالم. تعتبر هذه الوجهة السياحية النادرة لمحبي البيئة والعشاق الباحثين عن الهدوء والاستجمام. هنا، يمكنك اكتشاف جمال طبيعي خلاب يشكل لوحة فنية فريدة من نوعها، مع تضاريس جبلية شديدة الانحدار تغطيها غابات كثيفة ومياه زرقاء كالشمس تداعب الشواطئ الرملية الناعمة.

تُعرَف سقطرى باسم "جنة الأرض المحرمة"، وذلك بسبب ثروتها البيولوجية الفريدة والتي تشمل أكثر من 25% من نباتاتها وحيواناتها التي لا تُوجد إلا فيها. إنها موطن لـ 825 نوعاً مختلفاً من النباتات، منها ما يقارب نصفها غير موجود في أي مكان آخر في العالم. بالإضافة إلى ذلك، تعد الجزيرة الموطن الأصلي لأكثر من 170 نوعاً من الطيور والزواحف المختلفة بما فيها الزبابيات والسلاحف البحرية.

من أهم المعالم الطبيعية في سقطرى دير حوف، وهو نظام كهوف بركاني يوفر تجربة تحت الأرض مثيرة للزوار. كما يجذب شاطئ دموع الحزن الأنظار بفضل رمالها الغريبة ذات اللون الأحمر الداكن نتيجة لتراكم الصدأ والمعادن الأخرى. أما قلعة هاروم، فهي تحفة معمارية تاريخية تعود إلى القرون الوسطى وتقدم لمحة نادرة عن الماضي التاريخي لهذه المنطقة.

بالإضافة إلى المناظر الطبيعية الرائعة، تقدم سقطرى أيضاً فرصاً رائعة للمشاركة في رحلات استكشافية وأنشطة رياضية مختلفة مثل المشي لمسافات طويلة وصيد الأسماك والتجديف بالكاياك. يمكن للسائحين أيضاً التعرف أكثر على الثقافة المحلية عبر القرى التقليدية وزيارات المجتمعات الريفية المحلية.

على الرغم من كل هذا الجمال الطبيعي والثراء البيولوجي، فإن زيارة جزيرة سقطرى تتطلب بعض التأهب والدراسة مسبقة. درجة الحرارة مرتفعة جداً خاصة خلال النهار وقد تكون الرحلة إلى هناك محدودة حسب الموسم بسبب الظروف الجوية المتقلبة أحيانًا. ومع ذلك، فإن المكافأة تستحق العناء بالتأكيد بالنسبة لأولئك الذين يستمتعون بالطبيعة ويعشقون الاختلاف والمغامرة. إنه حقاً وجهة فريدة لكل عاشق للحياة البرية والنظام البيئي البحري والبصر الجميل!