أثارت جزر الواق واق، والتي تُعرف أيضًا بجزر الوقواق، فضول المؤرخين والأدباء عبر التاريخ. رغم عدم اليقين حول وجودها الحقيقي، إلا أنها تركت بصمتها في الثقافة الشعبية والمخيال الشعبي للإنسانية. هناك نظريات متعددة تشرح مصدر هذا الاسم الغريب. البعض يقول إنها تحصل على اسمها بسبب أصوات ثمارها المتساقطة أثناء الرياح الشديدة، بينما يشير آخرون إلى رحلات الرحالة ابن بطوطة الذي ترجمه مصطلح صيني ("واكوكو") إلى العربي "الواق واق".
هذه الجزيرة الخيالية ليست مجرد كيان واحد ولكنها تشير إلى منطقة واسعة تمتد بين آسيا وإفريقيا. الموقع الدقيق لها غير مؤكد وقد تغير مع مرور الوقت ومع تعديلات الخرائط المختلفة. وفقًا للخبير الجغرافي الإسلامي أبو عبد الله إدريسي، كانت جزر الواق واق موجودة خارج حدود أفريقية وسفلية في القرن الثاني عشر الميلادي.
لم تكن شعبية الواق واق محصورة فقط ضمن الحدود الجغرافية. فقد ذكرت عدة مرات في مختلف الأعمال الأدبية للأمجاد العربية والإسلامية. ففي كتب تراثيّة مثل "الروض المعطار"، "مستدرك أبي طالب"، و"الألف ليلة وليلة"، كانت تصور كمحور رئيسي للأحداث والعجائب. كما ظهرت بشكل بارز في أعمال أدبية حديثة كتلك الخاصة بمحمد محمود الزبيدي وحياة الياقوت وجيه يعقوب وسبعاوي عبد الكريم.
ومع ذلك، فإن طبيعتها الفعلية - سواء أكانت أرضًا حقيقية أو خلقًا مستوحًى من المخيلة البشرية – ظل لغزا يحافظ عليه الزمان والمعرفة البشرية المتغيرة باستمرار. اليوم، تبقى جزر الواق واق رمزًا للقوة الخيالية للإنسان للتخيل واستكشاف ما هو أبعد مما يمكن رؤيته بالعين المجردة.