تعد سيريلانكا، رسمياً جمهورية سريلانكا الديمقراطية الاشتراكية، دولة جزيرة تقع في جنوب آسيا تتمتع بتاريخ غني وتنوع ثقافي مذهل. وفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء المركزي للسيرلانكيين، يقدر تعداد السكان الحالي بحوالي 22 مليون نسمة اعتباراً من عام 2021. وهذا يشكل زيادة ملحوظة مقارنة بتعداد العام السابق البالغ حوالي 21,5 مليون شخص. هذه الزيادة ليست فقط نتيجة الولادات الطبيعية ولكن أيضًا بسبب معدلات الهجرة الداخلية والخارجية.

تساهم مجموعة متنوعة من العوامل في النمو السكاني لبلاد سيريلانكا. أحد أهمها هو انخفاض معدل الوفيات مقارنة بالأعوام الماضية بسبب تحسن الرعاية الصحية وزيادة الوصول إليها. بالإضافة إلى ذلك، تساهم الثقافة المحلية التي تشجع الأسر الكبيرة بشكل غير مباشر في رفع مستوى النشاطات الحياتية بين الشعب السيري لانكي مما يؤثر بالإيجاب على معدل الولادة وبالتالي ارتفاع عدد المواطنين الجدد كل سنة . علاوة على ذلك، تلعب السياسات الحكومية مثل برامج دعم الأسر والتوجيه التعليمي دوراً مهماً في تعزيز الاستقرار الاقتصادي للأسر وتحفيزها للإنجاب أكثر.

ومن الجدير بالذكر أنه رغم هذا الطفرة السكانية فإن الحكومة تعمل باستمرار لتوازن احتياجات الخدمات العامة بما فيها الصحة والتعليم والإسكان والنقل وغيرها أمام الضغط المستمر الناجم عن توسيع القاعدة السكانية بسرعة. وعلى الرغم من كون الأمر تحديًا كبيرًا إلا أنه يمكن اعتباره فرصة لتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية إذا ما تم استثمار الطاقة البشرية الجديدة بطريقة مدروسة واستراتيجية. وينبغي للحكومة والشركات الخاصة والمجتمع المدني العمل سوياً لإدارة هذه الثورة السكانية بكفاءة وإحداث تغيير إيجابي لدفع عجلة المجتمع نحو مستقبل مزدهر ومستدام للجميع.