أين تقع قلعة قايتباي الشهيرة؟

التعليقات · 0 مشاهدات

تتربع قلعة قايتباي ضمن نسيج التاريخ الإسلامي الرائع في شمال غرب جمهورية مصر العربية. تحديداً، تقع هذه التحفة المعمارية الفريدة بجوار شواطئ مدينة الإسك

تتربع قلعة قايتباي ضمن نسيج التاريخ الإسلامي الرائع في شمال غرب جمهورية مصر العربية. تحديداً، تقع هذه التحفة المعمارية الفريدة بجوار شواطئ مدينة الإسكندرية الخلابة، وعلى وجه الدقة عند مصب الميناء الشرقي لها، مما يعطيها موقعًا مميزًا استراتيجيًا وأثرًا بصريًا مؤثرًا. تكشف سطور الرحلة عبر الزمان عن أنها تمثل أحد الرموز البارزة لعصور الحكم المملوكي والعثماني بمصر. تعد قلعة قايتباي كنزًا أثريًّا هامًّا، ليس فقط لشعب مصر ولكن أيضًا للعالم العربي والإنسانية جمعاء لما تحمله من رمزيات ودلالات عميقة.

تبلغ مساحة القلعة الواسعة تقريبًا ١٧,٥٥٠ متر مربع؛ وقد بنيت لتكون ركيزة أساسية للدفاعات المصرية، خصوصًا خلال الفترة التي امتلأت فيها المنطقة بشائر المخاطر والتهديدات الخارجية. بدء تشييدها سنة ٨٨٢ هـ الموافق ١٤٧٧ ميلاديًا واستمرت حتى العام التالي، تحت ظل حكم سلطان مملوكي كبير هو الأشرف قايتباي. التصميم الهندسي يشمل سور وخندق محيطان بالإضافة لأبراج مراقبة وزاوية داخلية تضم برجا كبيراً يصل ارتفاعه لنحو سبعة عشرة مترا فوق سطح الأرض. داخليا توفر القلعة بيئة معيشية متنوعة بين الطوابق المختلفة بما فيها مسجد وغرف خاصة للحكام وجنود الجيش فضلاً عن مطبخ وطاحونة دقيق مدمجة فيهما بشكل حرفي مبهر.

تعكس قصة إنشاء تلك التحفة العمرانية قوة حضارتنا الإسلامية والتزامها بالحفاظ على السلام والأمان للأجيال القادمة. رغم تعرضها للتلف جزئيًّا أثناء فترة الاستعمار البريطاني بداية القرن التاسع عشر الميلادي، شهدت القلعة مشروع ترميم شامل قامت به لجنة الآثار العربية الناشطة آنذاك منذ عام ۱۹۰۴ میلادی والذي حافظ لنا على جزء مهم وكبير منها حتّى وقتنا الحالي. اليوم يمكن زيارة المكان والاستمتاع برؤية تاريخ حي يسجل ملاحم بطولات الإنسان العربي القديم ضد المغول والحروب العدوانية الأخرى عبر بحر إيجه والبحر المتوسط.

التعليقات