تزدهر جزيرة فرسان، الواقعة جنوب غرب المملكة العربية السعودية ضمن حدود منطقة جازان، بثرائها الطبيعي والتاريخي، مما يجعلها وجهة محبوبة للسائحين وعشاق الاستكشاف على حد سواء. تضم هذه الجزيرة مجموعة متعددة من الجزر ذات الأحجام المختلفة، ولكن الأكبر بينها تعرف باسم "فرسان الكبرى" وهي ليست فقط مركز جذب سياحي رئيسي بل أيضاً تحوي كنوزًا تراثية تعكس عصورًا مضت. تتمتع الجزيرة بغلاف نباتي خلاب ومناظر طبيعية خلابة تشمل مساحات خضراء واسعة وشجيرات متنوعة وروائح زهور عطرة.
تنتشر حول فرسان الكبرى عدة مواقع أثـرية ملهمة، مثل قلعتها العثمانية الضاربة بجذورها عميقاً في التاريخ كرمز دفاعي واستراتيجي مهم للعصر العثماني. ومن بين المواقع البارزة الأخرى بيت الجرمن الموجود عند ساحل جزيرة قماح والذي بني أصلاً كمحطة تخزين لفحم الحديد للألمان. أما مسجد النجدي فهو مثال آخر على الفنون الدينية التقليدية وهو نتاج مجهود تاجر اللؤلؤ إبراهيم التميمي. بالإضافة لذلك، هناك أيضًا قلعة لقمان -موقع مرتفع مؤلف من صخور رباعية الشكل يُعتقد أنها جزءٌ من بقايا حصن قديم-.
وفي قلب الجزيرة يوجد أيضا منطقة تسمى "الكدمي"، وهي تركيبة معقدة من مباني قديمة مرصوفة بحجر ضخم يحمل طابع هيكلي روماني واضح. ولا يمكن تجاهل منزل الرفاعي الرائع والمخصص لإقامة أحد التجار الثريين السابقين الذين كانوا نشيطين في مجال التجارة البحريّة خاصةً فيما يتعلق بتصدير وإنتاج اللآلئ. علاوة علي ذلك ، فقد برز منتجع كورال الحديث التصميم والفريد الخدمات ليقدم خدمات عالية المستوى لاستقبال الزائرين باحثين عن راحة وسعادة مطلقَتين أثناء إقامتهم القصيرة بها .
وتتميز شواطئ هذه الجنة الصغيرة بمياهها الصافية واحتوائها على فرص مشاهدة الحياة البحرية البركانية النادرة بما فيها الشعاب المرجانية وأنواع مختلفة من الرخويات وحيتان بحرية مهددة بالإنقراض تسعى للحماية داخل مناطق التعايش المحمية الخاصة بهم هنا. بعض تلك الشواطئ الأكثر شعبية لدى الزوّار يشمل شاطئي رأس القرن والفقوة وكذلك خليج الغدير المُفضل للرياضات المشوقة تحت سطح المياه واضطراب الأمواج الهادرة بشموخ فوق رمالَه الناعمة كالثلوج المطروقة بإتقان عبر القرون العديدة المنصرمة! بالتأكيد ستترك رحلة اكتشاف جزيرة فرسان بصمة لا تُنسى في ذاكرتكم مدى العمر.
