سلوفاكيا، التي تقع في قلب أوروبا، هي جمهورية ذات تاريخ غني ومعقد يعود جذوره إلى القرون القديمة. العاصمة براتيسلافا تعد مركز البلاد، بينما العملة المحلية لها هي الكرون السلوفاكي.
على الرغم من كونها مستقلة حديثًا نسبيًا داخل حدودها الحديثة، إلا أن شعب سلوفاكيا - الذين هم من السلاف الأصلانيين - استوطنت أرضهم منذ القرن الخامس قبل الميلاد. خلال الفترة التالية للقرن السابع، كانت سلوفاكيا جزءًا من الإمبراطورية المسماة "سامو". حصلت البلاد أخيرًا على استقلالها الكامل بحلول نهاية القرون الوسطى.
انتقلت المنطقة فيما بعد لتكون ضمن مملكة المجر حتى القرن الرابع عشر. ثم حدث تغيير كبير آخر مع ظهور الجمهورية التشيكية السلوفاكية ("تشيكوسلوفاكيا"). بدأت هذه الدولة الجديدة كيان متعدد الأعراق يشمل الأراضي البöhémia، مورافيّا، وحتى انتهاء الأمر بانقسام مؤقت بسبب اتفاقية ميونيخ عام ١٩٣٨ مما أدى لإنشاء دولتين مستقلتين؛ واحدة لصالح النازيين والأخرى هديت لحكومة هتلر الألمانية.
بعد الحرب العالمية الثانية واستعادة الوحدة الوطنية مرة أخرى، وجدت تشيكوسلوفاكيا نفسها تحت سيطرة الاتحاد السوفيتي لأكثر من أربعة عقود. ومع سقوط العالم الشيوعي بشكله التقليدي عقب حرب باردة طويلة الأمد، شهد العام 1989 "الثورة المخملية" غير العنيفة التي أسفرت عن إنشاء سلوفاكيا المستقلة رسمياً جنباً إلى جنب مع الجارة جمهورية التشيك.
وتكتسب جغرافيا سلوفاكيا أهميتها أيضاً نظرًا لجبال كاربات الاستثنائية الواقعة تحديدا في شمالها الغربي والتي تضم سلسلة جبال التاترا الشهيرة عالميًا بصناعة منتجعات التزلج الفريدة. كما يعد نهر الدانوب أحد روافده الرئيسية وهو ليس مجرد شريان حيوي محلي ولكنه أيضا أحد أطول أنهار أوروبا بمجموع طول يصل لحوالي ٢,٨٦٠ كيلومتراً! وهذا الرقم يستحق التأمل عند معرفتنا بأنه ينساب عبر عديد عواصم الدول الأوروبية مميزا إياهم بما يمكن وصفه برحلة العمر للحياة المائية.
ومن ناحية المناخ فهو عموما معتدل نسبيا ولكنه مشبع بكميات وفيرة وغزيرة بالمطر خصوصاً أثناء مستويات الضغط المنخفض الربيع والصيف أما فصول الشتاء فعادة تكون شديدة البرودة مصاحبة لسقوط الثلوج بكثافة كبيرة.
أما بالنسبة لمواردها المعدنية فهي تحتوي بشكل رئيسي على خام الليجنيت بالإضافة لكميات أقل بكثير لكل من النحاس والحديد والمنغنيز وملح الطعام.
وفي مجال التعليم والثقافة، فإن جامعة سلوفاكيا التقنية تعتبر الأكبر حجماً وبشعبية واسعة الانتشار حيث تغطي مجموعة متنوعة جداً من الاختصاصات مثل هندسة الكمبيوتر والعلوم الصحية وعلم النفس والقانون والتجميل وغيرها الكثير. الثقافة هنا تعكس تنوعاتها الجمالية العديدة سواء أكانت تلك المرتبطة بالأعمال المرئية كالرسومات والتصميم الطباعي وكذلك المنتجات المصنوعة يدويًا والمبتكرة. ويعتبر الفنان التشيكي الروسي origin Coloman Sokol واحداً ممن تركوا بصمة واضحة في مجالات المطبوعات والإبداعات الكتابية المتخصصة بخرائط البطاقات البريدية خاصة بتلك المناطق الحضرية والعمرانية المبهرة للعاصمة بوهايميا القديمة وما حولها. كل هذه العناصر مجتمعة تساهم بإضافة المزيد لإثراء الصورة التفصيلية المفصلة والدقيقة لدينا عن البلد الثاني أصغر حجمآ بأوروبا الشرقية والذي أصبح اليوم معروفاً أكثر كوجه حضاري وثقافي يجذب السياح والسكان العالميين لما فيه من جاذبية فريدة ومتجددّة دائماً.