تعد محافظة الحديدة واحدة من أهم مناطق اليمن وأكثرها غنىً بثرائها الطبيعي والتاريخي. وتقع هذه المحافظة الرائعة في الجزء الغربي من البلاد، وهي محاذٍ للبحر الأحمر مباشرة. تتمتع بموقع مميز جعل منها مركزًا تجاريًا واقتصاديًا هامًا منذ القدم حتى اليوم.
وتستقر محافظة الحديدة عند تقاطع خط الطول 42.95 درجة وخط العرض 14.80 درجة، وعلوها عن سطح البحر حوالي عشرة أمتار فقط. إن هذا الموقع الاستراتيجي منحها خاصية فريدة عبر مر العصور؛ فكانت دائمًا بوابة رئيسية للتبادل التجاري والثقافي بين الشمال والجنوب العربي القديم والدول الواقعة خلف البحار - خاصة الهند وشرق أفريقيا-. وهذا يعكس عمق العلاقات التجارية والعلاقات الإنسانية للسكان المحليين ومدى انفتاحهم الثقافي الراسخ عبر القرون المتعاقبة.
ويقدر تعداد السكان الحالي لهذه المنطقة بحوالي ستمائة وثمانية عشر ألف شخص وفق آخر احصاء رسمي صدر سنة ٢٠١٨ ميلادية، مما يشكل نسبة كبيرة نسبياً ضمن التركيبة العمرانية لدولة اليمن ككل والتي تستوعب حاليا طبقاً لنفس المصدر مئات الالاف داخل مراكز حضرية مترامية الأطراف تمتد خارج ضواحي العاصمة صنعاء لتصل إلى مشارف كل المناطق الداخلية للجبل الأخضر وجنوبه المتمثلين بكل من ذمار وإب وتعز وعدن وحضرموت والمهرة وغيرها الكثير ممن يسكنون البلديات المختلفة المنتشرة فوق ربوعه الخضراء المنبسطة ذات الهواء المعتدل الدافئ المناسب للعيش الآدمي بشكل طبيعي بلا تكلف زائد بما فيها تلك النائية البعيدة غير المعروفة لدى الكثير من الناس المهتمين بسبر أغوار الوطن الأم وزرع بذور معرفتهم وسط آفاق أرض أبائهم وأجدادهم القديمة مهما تكن المساحة المستعملة فعليا تحت تأثير عوامل البيئة الفريدة الخاصة بها .
ومن الجدير ذكره أنّ مدينة الحديدة نفسها قد خضعت لحروب وصراعات مختلفة خلال القرن الماضي بدء احداثها حين احتلها الجيش الملكي السعودي لفترة مؤقتة قبل نهاية ثلاثينات القرن العشرين الموافق عام ١٩٣٤ميلادي بالتحديد ، ثم توالت عليها عدة انتفاضات شعبية وطنية ضد سلطنة الدولة العثمانية مستخدمين مختلف الوسائل والسلاح الناري وقد توجت جهود الشعب الثائر بتحريره واستقلاله بنفسه بإرادته الحره دون تدخل الخارج بل بل وتوقيع اتفاق سلام علني ومكتوب امام الرأي العام العالمي والمعروف باسم "معاهدة الصائف" والذي تم فيه تنازل آل سعود نهائياما عن السيادة والاستقلال لعاصمة الجنوب آنذاك(تبقى دولة ذات سيادة كاملة). وبعد استقلال اليمن الكبير قيام دولتي شماله وجنوبه على التوالي، ظلت محافظة الحديده محافظة اداريه مستقله ومع ذلك فقد فقدت مكانتها المركزيه حين ادان نظام الوحدة الاتحاديه بين الدولتين سابقا دستور دستور جمهورية اليمن موحد الاتنين ابان حكم الرئيس علي عبدالله صالح رحمه الله رحمه واسعه واسعه واحسن مثواه امدرمان بعد وفاته سنة اثنان واربعون ومائتSaoaen ((٢٠٢٢)). ولكن رغم تغييرات الواقع السياسي والحكومي فإن موقع الحديدة الجغرافي يبقى محور اهتمام ولا زالت لها دور فعال بالمجهود الاقتصادي الوطني كون ميناء مصيف رئيسيا يستقبل كافة انواع المعدات والبضائع والشحنات التفصيلية ليصار الى تصدير منتوجاتها المحلية حول العالم ومن اهم مقومات اقتصادها هي الاسماك وزراعة نخيل الزيتون وكذلك اعلاف حيوانات الماشية فضلاعن انتاج اغلب اصناف النباتات المدارية الشهيرة مثل المانجو والبرتقال وغيرهما بكثرة مما جعله مصدر رزق اساسي يغذي سوق الداخل والخارج كذلك .. لذلك نسعى دائما للحفاظ عليه وعلى تنميته حماية له وللمواطن المتعلق به ارتباط وثيق كتراث تراثي..