تتواجد جمهورية جنوب أفريقيا في الطرف الجنوبي لقارة إفريقيا، وهي معروفة بتنوعها الثقافي الغني والتاريخ العميق. تحدها كلٌّ من ناميبيا وبوتسوانا وزمبابوي وموزمبيق وسوازيلاند بالإضافة إلى موزمبيق عبر مضيق موزمبيق وهو ما يشكل حدودها البحرية مع المحيط الهندي. تتميز البلاد بمجموعة متنوعة من المناظر الطبيعية التي تبدأ من سهول كاغالا باتجاه الشمال الشرقي حتى سلسلة الأطلس الصغير شرقاً, مروراً بسلاسل جبلية مثل ماسيسو ودراكينزبورغ وجبل تيبل الشهير غرباً. تتكون تضاريس البلد أيضاً من العديد من المناطق الصحراوية والأراضي الوعرة المرتفعة والمعروفة باسم "التلال"، والتي تشمل بعض أعلى القمم الأفريقية بما فيها قمة ثابوجا البالغ ارتفاعها حوالي 3482 متراً فوق سطح البحر مما يجعلها رابع أعلى نقطة في أفريقيا بعد كيليمنجارو وكينيا وماونتن كيلو وأخيراً جبل نيغلي. ينبغي الإشارة هنا إلى أهمية السياحة البيئية؛ إذ توفر البلاد فرص استثنائية لاستكشاف الحياة البرية الفريدة والحفاظ عليها بشكل فعال مقارنة ببقية دول العالم الأخرى. كما تحتل دولة جنوب افريقيا وضع مميز كونها الدولة الوحيدة ذات الأعراق المختلفة -الأبيض والسود والأsians- ضمن الحدود نفسها بدون وجود آخرين خارج نطاق هذه الأقليات الرئيسية الثلاث فقط وهذا يعكس تنوع المجتمع المحلي المتفرد فعلاً. يُعتبر نظام الحكم ديمقراطياً برلمانيا حيث يتم انتخاب الرئيس مباشرة من قبل الشعب جنباً الى جنب مع برلمان مؤلف من مجلس النواب ومجلس المقاطعات. تعد اللغة الرسمية للبلاد هي الانجليزية ولكن هنالك أحد عشر لغة وطنية أخرى تستعمل داخل أرجائها جميعاً بدءً باللغة الزولو وانتهاء بلغة Xhosa وغيرهما الكثير منها والذي يعد جزء أساسي جداً ليس فقط للهوية الوطنية وإنما أيضًا للتراث التاريخي لهذه المنطقة وعلى مدار القرون الماضية منذ الاستعمار الأوروبي خلال القرن الثامن عشر فصاعداً مرورًا بحركات مقاومته الوطنية ولاستقلالها أخيرا بنهاية الحرب العالمية الثانية ثم مرحلة الفصل العنصري المعروفة محليا بـ apartheid ، وهكذا كانت مسيرة طويلة مليئة بالأحداث المؤلمة لكنها شكلت أساس مجتمع اليوم المُنفتح والمُقبل على المستقبل بثقة كبيرة .
بحث
منشورات شائعة