تقع جمهورية جزر القمر، وهي دولة جزائرية صغيرة في شرق أفريقيا، جنوب المحيط الهندي وتتألف من ثلاث مجموعات رئيسية من الجزر هي جزر القمر الرئيسية الثلاث - نيجازيجي وموري وأنجوانا، بالإضافة إلى خمس عشرة جزيرة أصغر تسمى "الأرخبيل الخارجي". تشتهر هذه المواقع بتنوعها البيولوجي الفريد وجمال طبيعتها الخلاب.
أولاً، تتميز الجزيرة الأكبر حجماً، نيجازيجي، بمناخ استوائي رطب مع هطول أمطار موسمية تتيح نمو الغابات المطيرة الخصبة والمورقة التي تحتضن العديد من الحيوانات والنباتات النادرة. أما موري، ثاني أكبر جزر الدولة بعد نيجازيجي، فتتميز بحدائقها النباتية المترامية الأطراف والتي تحتوي على مجموعة متنوعة ملونة من الزهور والأشجار البرية المحلية.
ومن الناحية التاريخية، تعود جذور سكان جزر القمر إلى القرن الخامس قبل الميلاد عندما هاجر إليها بعض أهل العرب والصوماليين الذين تركوا بصمتَهم الثقافية والتقاليد الاجتماعية حتى يومنا هذا. شهدت القرون التالية تأثيرات أخرى بما فيها الطابع الإسلامي الواضح بين السكان وانتشار التجار المسلمين بطرق التجارة القديمة عبر البحر الأحمر وخليج عدن نحو الهند وجزء كبير من قارتي آسيا وإفريقيا.
بالانتقال إلى الجانب السياسي، اكتسبت جزر القمر استقلالها عام 1975 وذلك عقب فترة طويلة نسبياً من الحكم الفرنسي منذ نهاية القرن التاسع عشر والذي أدى لإدماج البلاد ضمن المستعمرات الفرنسية بالشرق الأفريقي. ومنذ ذلك الحين، مرت الحكومة المركزية بسلسلة غير قليلة من الاضطرابات السياسية والانقلابات العسكرية لكن ظلت ثابتة وصامدة.
وفي الوقت الحالي، يسعى الشعب القمري لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي رغم الصعوبات العديدة مثل فقر الموارد الطبيعية وضعف البنية التحتية وعدم القدرة الكافية فيما يتعلق بالإدارة الحكومية الفعالــة وغيرها الكثير ممّا يؤثِّر سلباً علي مستويات المعيشة العامة لمعظم مواطني الجمهورية الصغيرة. وعلى الرغم مما سبق ذكره وما زالت عليه الأوضاع اليوم فإن التمسك بالتراث الثقافي والديني يظل عميق الجذور ومتغلغل بشكل خاص داخل مجتمع يشكل المسلمون فيه نسبة كبيرة وصلت لحوالي تسعين بالمئة حسب آخر البيانات المتاحة حول التركيبة الديمغرافية لسكان البلد الجميلة ذات الأعراق والجنسيات المختلفة ولكل واحدة منهم رؤيتها الخاصة للعالم والإنسانية جمعاء.
