مدينة الخليل: تاريخ غني وثقافة نابضة بالحياة

التعليقات · 0 مشاهدات

تُعدُّ مدينة الخليل جوهرة التراث الفلسطيني، إذ تزخر بتاريخ عميق ومعالم حضارية متنوعة. تقع هذه العاصمة التاريخية لمحافظة الخليل تحديدًا عند تقاطع خطوط

تُعدُّ مدينة الخليل جوهرة التراث الفلسطيني، إذ تزخر بتاريخ عميق ومعالم حضارية متنوعة. تقع هذه العاصمة التاريخية لمحافظة الخليل تحديدًا عند تقاطع خطوط العرض 31°31' شمالًا، وخط طول 35°8' شرقًا، مما جعل لها مكانة استراتيجية ترجمت عبر قرون طويلة من مختلف الحضارات التي تركت بصماتها عليها. تُعتبر واحدة من أقدم المستوطنات البشرية في العالم؛ فوفق الرواية الدينية والتاريخية، تعد موطن النبي إبراهيم الخليل - عليه السلام -. لذلك سميت باسمه تكريمًا له. وقد ذكر هذا الاسم عدة مرات في الكتاب المقدس والعهد القديم، بما يحيل إليها بدءًا من القرن الثامن عشر قبل الميلاد كـ"حبرون".

يعود الفضل أيضًا للكنعانيين الذين أسسوا أول مستوطنة منظمة هناك وبنوا عديد المواقع الأثرية الباقية حتى اليوم والتي تشهد على عروبة الأرض بفخر. تغطي مساحة واسعة ضمن هضبات جبلية مرتفعاتها أعلى نقطة تبلغ قمة "جبل الخليل"، بينما ينخفض مستوى التربة نحو الجنوب الغربي باتجاه سهول غور الأردن. تتميز منطقة الخليل بتنوع جغرافيا ساحر يشجع على زراعة الأشجار المثمرة والنباتات البرية النادر وجودهاElsewhere .

يتفاوت طقس المنطقة حسب الموسم فتكون درجات الحرارة معتدلة خلال الربيع والخريف حيث تنزل الأمطار بغزارة قد تصل للنصف متر سنويًّا، أما شتاؤها بارد ورطب يصل فيه الضباب معظم أيام العام، وفي المقابل تكون صيفوها دافئة وجافة نسبياً مقارنة بجارتها الأخرى بيروت اللبنانية ذات الطبيعة المشابهة نسبيًا.

وتشتهر المدينة بمآثرها الثقافية والدينية الهامة مثل مسجد برابراhim الشاهق الأثر الكبير لدى المسلمين وهو المصلى الوحيد داخل البلدة القديمة المحرم دخوله حاليًا للأقلية اليهودية وفق اتفاقيات دولية ملزمة منذ عقود مضنية. كذلك يوجد جامع ابن عثمان القديم ذو الفن المعماري التقليدي الإسلامي وذات التصميم الداخلي الهندسي الرائع فهو يحتفظ بتفاصيل مثيرة للإعجاب تعود لعصور محدده تستحق التأمل والبحث العلمي المزيد عنها بشقيها العقائدي والمعماري. إضافة لما سبق هنالك مواقع أخرى فريدة غير قابلة للإحصاء هنا لكن جميع تلك الآثار تدلل بأن أرض الوطن تحمل روح شعب أصيل عاش حياته بكل حب وكرامة رغم ظروف الحرب وصراع الهويات السياسية التي ابتلي بها لأجيال متتابعة.

التعليقات