تمتد محافظة درعا، الواقعة في الجزء الجنوبي من سوريا، لتغطي مساحة تقدر بـ 3,730 كيلومتر مربع. تتميز هذه المحافظة بموقع استراتيجي هام عند حدود الأردن، مما يعطيها أهمية جيوسياسية وثقافية كبيرة. تعتبر مقاطعة حوران جزءًا من هذا المشهد الطبيعي الرائع، والذي يشكل أساسًا خصبًا للحضارات القديمة والمعاصرة.
من الناحية الديموغرافية، بلغ عدد سكان محافظة درعا حوالي مليون شخص حسب تقديرات تعداد عام ٢٠١١ ، مما يؤدي إلى كثافة سكانية تصل إلى حوالي ٢٨٠ فرد لكل كيلومتر مربع. تحتضن المحافظة ثلاث مناطق رئيسية؛ كل واحدة منها تحكي قصة فريدة من نوعها تعكس تنوع الثقافات والتاريخ الغني لسوريا.
تعود جذور تاريخ درعا إلى عصور قديمة جداً، حيث كانت موطنًا لمختلف الأمم والشعوب عبر القرون. تعد قلعة بصرى الشهيرة أحد أشهر مواقع الاثار في المنطقة والتي تجسد الماضي العتيق لهذه الأرض الطيبة. بالإضافة لذلك، فإن ذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم أثناء مروره ببرية بصرى خلال رحلة الهجرة يدعم مكانته الخاصة لدى المسلمين حول العالم.
تحمل مدينة درعا نفسها تفاصيل مهمة عن تراث البلاد العلمي والثقافي أيضًا. فقد ولد العديد ممن أصبحوا أعلاما بارزين لها مثل الشيخ تاج الدين الفزاري المعروف بابن قيم الجوزية والعالم الفقيه الإمام محيي الدين بن عربي والدكتور العراقي علي الوردي مؤلف كتاب "سمفونية الغبار". إن إسهام هؤلاء الرجال والأعمال الدقيقة التي أنتجوها تثبت مدى تأثير محافظة درعا الفكري والفلسفي على المجتمع السوري بشكل خاص وعلى العالم العربي بشكل عام.
مع مرور الوقت، ظلت دور محافظتنا العزيزة ثابتة رغم التقلبات السياسية والاجتماعية المختلفة التي مرت بها سوريا منذ الاستقلال حتى يومنا الحالي. ومع أنها شهدت تحديات خاصة بسبب الوضع الأمني المستمر منذ سنوات عديدة مضت إلا إنها لم تفقد رونقها وتنوعها الثقافي ولا تزال ملتزمة بتراثها الوطني ومتجددة بروح الإبداع والإنتاج المستمر للسكان الذين يسكنون بالقرب منها والمجتمع العالمي الأعظم.