تقع مملكة البحرين، التي تعتبر من أصغر الدول مساحةً بين دول مجلس التعاون الخليجي، في الجزء الشرقي من شبه الجزيرة العربية وتتميز بموقع استراتيجي يجعلها نقطة اتصال هامة بين الشرق والغرب. تُعدّ جزيرة البحرين الأكبر والأكثر اكتظاظا بالسكان ضمن سلسلة جزر تشكل هذه الدولة وحدها حوالي 85% من مجموع الأراضي البالغة حوالي 760 كيلومترا مربعا. العاصمة المنامة هي مركز البلاد الثقافي والسياسي والإقتصادي الرئيسي واشتهرت بتاريخ طويل يعود إلى العصور القديمة عندما كانت محطة تجارية حيوية لحركة التجارة العالمية الشهيرة المعروفة باسم "الطريق الحرير".

تاريخيًا، غنى سكان البحرين بالأدب العربي والخط العربي منذ القدم، مما يدل على الرقي الفكري والثقافي لهذه المنطقة الغنية بالتراث والمعرفة. كما برزت فيها حضارات متعددة عبر التاريخ بدءًا بالحضارة الدلمونية وحضارة دلمون التي ازدهرت خلال القرن الثالث قبل الميلاد حتى الفتح الإسلامي عام هـ/629 ميلادية والذي ترك بصمات واضحة على الهوية الإسلامية للمجتمع المحلي اليوم. ومنذ ذلك الوقت وأصبحت اللغة العربية هي اللغة الرسمية المستخدمة بالإدارة والحياة اليومية.

اقتصادياً، تعتمد الاقتصاد البحري بشكل أساسي على النفط وصناعة النفط والغاز الطبيعية بالإضافة لمزاولة الأنشطة التجارية والسياحية الناشئة مؤخراً والتي تسعى الحكومة لتطويرها لتكون جزءاً أساسياً من خارطة طريق تنوع اقتصادها وتحقيق الاستدامة المالية المستقبلية. بينما يعد القطاع الحكومي مصدر عمل رئيسي لسكان المملكة الذين يشغل معظمهم وظائف عامة مختلفة بما فيها التعليم والصحة والعسكرية وغيرها الكثير.

وفي المجال السياسي، تتمتع بحرين بنظام ملكي دستوري مع وجود دستور صدر عام 1973 ينظم الشؤون الداخلية والخارجية للدولة وينص أيضًا على حرية الصحافة والتعبير وهي أمور مهمة جدا لجماهير الشعب المهتمة بالمعرفة والمشاركة السياسية النشيطة خاصة بعد تبني نظام البرلمان المنتخب ليكون أحد ركائز الحكم القائم بالقوانين الدستورية والقضاة المستقلين بالإضافة للحكومة التنفيذية الملكية بقيادة الملك نفسه كرئيس أعلى السلطة التنفيذية في البلد.