يُعتبر المغرب دولة غنية بتعدد ثقافاتها وتنوعها الجغرافي العميق الذي ينعكس بشكل واضح في تشكيلتها المحافظة. تنقسم البلاد إلى أربعة عشر محافظة تتمتع كل منها بملامح فريدة تعكس تاريخها الغني وثقافتها المتفردة وجمال طبيعتها الخلابة. هذه المحافظات هي: الرباط سلا القنيطرة، الدار البيضاء سايس، مراكش آسفي، فاس مكناس، طنجة تطوان الحسيمة، درعة تافيلالت، بني ملال خنيفرة، الشرق، كلميم واد نون، لعيون الساقية الحمراء، العيون الساقية الحمراء، الداخلة وادي الذهب، وسوس ماسة.
تقع العاصمة المغربية الرباط ضمن محافظة الرباط سلا القنيطرة الواقعة شمال غرب المملكة. تحتضن المدينة العديد من المعالم التاريخية مثل باب الأحد والقصر الملكي. أما مدينة سلا فتشتهر بسوق الصوف الشهير ومواقعها الآثارية القديمة. بينما تقدم قنيطرة تناغمًا بين الحداثة والتراث مع متحفها الوطني للفن الحديث والمعاصر وحدائقها الجميلة التي تتجاذب الزوار محبي الطبيعة.
وفي جهة الدار البيضاء سايس جنوب العاصمة نجد جوهرة الشمال الأفريقي - الدار البيضاء- ثاني أكبر المدن مغربياً بعد العاصمة الاقتصادية والثقافية الهامة للمملكة. تجمع "مدينة الأنوار"، كما تُلقب أيضاً بسبب كثافة نواديها الليلية النابضة بالحياة وكثرة مساحاتها الخضراء والمرافق الترفيهية الحديثة، ماضيها الاستعماري الفرنسي مع حاضر عصري نابض بالأعمال التجارية وحراك الحياة اليومية الملون. هنا يشكل ميناء الدار البيضاء أحد أكثر الموانئ ازدحاماً وتطورًا عالميًا مما يعزز مكانته كبوابة رئيسية للتجارة العالمية ومنطلق هام للسفر البحري الدولي.
شمالي البلاد يبرز مشهد آخر ساحر من خلال محافظتي طنجة تطوان الحسيمة وفاس مكناس اللتين ترسمان لوحة زاهية من الفن الإسلامي والعادات التقليدية العربية الأصيلة جنباً إلى جنب مع مواقع أثريّة غاية في الروعة بدءاًَ من ضريح محمد الخامس وانتهاء بالمدارس القرآنية المخزنية وغير ذلك الكثير مما تبقى حتى يومنا هذا شاهداً على عظمة حضارات قديمة باقية رغم مرور الزمن عليها.
إذا تعدَّدت المناطق بالمغرب فإن الوحدة الثقافية ستظل بلا شك عامل تماسك وشاهد حقيقي على إنسانية الشعب المغربي وصفائه بطبيعتهم واستقبالهم لكافة الضيوف بكل رحابة صدر وأخلاق كريمتهم ذات المنبت العربي/الإفريقي الأصيل والتي جعلتهم رمزاً للاستقرار والأمان وسط بحر اضطراب وانقلاب للعالم حولهم منذ القدم ولا زالت كذلك حتى الآن بإذن الله سبحانه وتعالى وصنعته العليا فيما خلق ورزقه لعباده المؤمنين المجاهدين لتحقيق رفعة أمتهم والدفاع عنها ضد تغول المستغلين لها لجشعهم الشخصي فقط وليس خدمة لأهداف ساميه كالعدالة الاجتماعية والإنسانية جمعاء!