دلالة الألوان في علم الإمارات العربية المتحدة: رمز الوحدة والقوة والأمل

التعليقات · 0 مشاهدات

علم الإمارات العربية المتحدة، المُعلن عنه في الثاني من ديسمبر عام ١٩٧١ أثناء إعلان الاتحاد، يحمل بين طياته دلالات عميقة تجسد قيم ومبادئ المواطن الإمار

علم الإمارات العربية المتحدة، المُعلن عنه في الثاني من ديسمبر عام ١٩٧١ أثناء إعلان الاتحاد، يحمل بين طياته دلالات عميقة تجسد قيم ومبادئ المواطن الإماراتي. يُعتبر العلم مُستطيلاً، وطوله يساوي ضعفي عرضه، وينقسم إلى أربع مناطق متساوية الارتفاع بلون مختلف لكل منها: الأحمر، والأخضر، والأبيض، والأسود. تشير ألوانه إلى عناصر أساسية تمثل جوهر الشعب والإنجازات الوطنية، بينما تستمد جذورها أيضاً من القصائد الشعرية القديمة التي تُعبّر عن تاريخ وثقافة المنطقة.

الأحمر، كعنصر أول في العلم، يجسد روح القوة والصمود والثبات أمام المحن والمصاعب. يعكس الطابع المركزي للحمراء العمودي في التصميم تجانس ووحدة كافة العناصر الملونة للعلم. بالإضافة لذلك، قد ينظر البعض إلى الاحمرار كناية عن الدم الذي سُكب خلال النضال الوطني لتحقيق الاستقلال والوحدة.

بينما يُمثل اللون الأخضر حياة الأرض الغنية بالخيرات والعطاء. فهو رمز للأمل والحياة والازدهار الطبيعي لمنطقة شاسعة تتمتع بتنوع نباتاتها وجوها المعتدل. هنا يمكن ربط هذا البريق الأخضر بالنماء الاقتصادي والتنمية البشرية لدولة الإمارات الحديثة.

بالانتقال نحو الجزء الأبيض وسطيًا، يأتي ليوضح نقاوة الروح الإنسانية وهدوء النفس تجاه العالم الخارجي. إنه لون السلام والسلم الاجتماعي المتأصلة قيمه داخل المجتمع الإماراتي. بالتالي فإن استخدامه بهذا الموقع يؤكد أهمية العدالة والاستقرار باعتبارهما أساس أي مجتمع راسخ ومتماسك.

وفي أخفض مكان ضمن هيكل العلم يوجد الظل السوداوي الجريء. إن وجوده ليس مصادفة بقدر ما أنه يشير بشكل واضح لحكمة المواطن وحكمته عند التعامل مع الأمور الحساسة والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية المختلفة. كذلك فقد ارتبط بالسجل التاريخي للدولة والذي يضم انتصارها على تحديات عديدة بما فيها الدفاع الفعال ضد مخاطر محيطها وبقاء شعاره "لا تفوت فرصة".

لقد جاء اختيار ألوان علم الإمارات ليستفيد من تراث أدبي غني يعكس مجدا مشتركا لشعوب الجزيرة العربية وأمجاده العريقة عبر الزمن. إحدى أشهر تلك الأعمال الأدبية والتي أثرت مباشرة على ابتكار هذا الفن المرئي هي "مراثي بغداد" لشاعر العرب الكبير ابن الفارض حيث يقول: "بيض صنائعنا.. وخضر مرابعنا.. وسود وقائعنا.. وحمر مواضينا"، مما جعل كل لوحة ملونة ترجع لتاريخ مليء بالإنجازات الملحوظة والمحاولات الناجحه لبناء حضارة عظيمة.

إن فهم مضمون رسائل الألوان الموجودة على أعلام الدول يساعد على تقريب الجمهور لتلك الثقافات ويعزز العلاقات الدولية بناءً على تقدير وفهم المشتركات المشتركة بين الناس حول الكوكب الواحد.

التعليقات