تعز: تاريخ وتطور السكان وتوزيعهم في محافظة اليمن الجنوبية الغنية بالتراث الثقافي

التعليقات · 1 مشاهدات

تعد مدينة تعز أحد أهم المحافظات الواقعة جنوب غرب الجمهورية اليمنية، والتي تتميز بتاريخ عريق وثقافة غنية ومتنوعة. يبلغ تعداد سكّانها حسب آخر الإحصائيات

تعد مدينة تعز أحد أهم المحافظات الواقعة جنوب غرب الجمهورية اليمنية، والتي تتميز بتاريخ عريق وثقافة غنية ومتنوعة. يبلغ تعداد سكّانها حسب آخر الإحصائيات الرسمية حوالي مليون ومائة ألف نسمة تقريبًا، مما يجعلها واحدة من أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان داخل البلاد. وقد شهدت المدينة تحولات كبيرة عبر العصور المختلفة فيما يتعلق بعدد سكانها ونمط الحياة اليومي لهم.

يعود أصل تسمية "تعز" إلى القلعة التاريخية الشهيرة التي بنيت خلال القرن الثاني عشر الميلادي، وكانت تعد مركز سلطة إقليميًا تحت حكم الدولة الصليحية. وفي فترات لاحقة، أصبحت قاعدة للحكم الأيوبي والصفويي أيضًا. أما بالنسبة لسكانها الحاليين فهم مزيج متنوع بين العرب والعناصر الأفريقية والأندلسية نتيجة لفترات الهجرة المتتابعة منذ القدم حتى وقتنا الحاضر.

التوزيع الجغرافي للسكان في محافظة تعز غير منتظم نسبيًا بسبب تضاريس المنطقة الوعرة والتغيرات المناخية الحادة. ومع ذلك فإن معظم السكان ينتشرون بشكل أساسي حول المركز الحضري الرئيسي للمدينة والمناطق الزراعية القريبة منه، مثل مديريتي المظفر وصبر. بالإضافة لذلك يوجد بعض التجمعات البشرية الأخرى المنتشرة بالقرب من الآثار والمعالم السياحية البارزة مثل قلعة القاهرة وبئر قس.

ومن الناحية الاجتماعية والديموغرافية، تشهد المجتمع التعزي تطورات ملحوظة نحو التحضر والاستقرار المعيشي رغم التحديات الاقتصادية والأزمات السياسية المستمرة. ويؤكد هذا الاتجاه زيادة معدلات التعليم وحركة النقل العام وكثافة الخدمات العامة التي تقدمها الحكومة المحلية مؤخرًا، كل تلك المؤشرات يمكن اعتبارها دلائل واضحة على نمو واستقرار حالة السكان هناك.

وفي الختام، تبقى مقاطعة تعز رمزا حيًا للتراث العربي الأصيل ومصدر إلهام لا ينضب للباحثين والمهتمين بدراسة بيئات الإنسان وعلاقته بمحيطه الطبيعي والثقافي الفريد.

التعليقات