- صاحب المنشور: ريهام بن علية
ملخص النقاش:
منطقة أنتاركتيكا، المعروفة أيضًا باسم القارة القطبية الجنوبية، تعتبر واحدة من آخر المناطق التي حافظت على نقاوتها البيئية الطبيعية. لكن هذا الحفاظ ليس غير قابل للتغيير؛ فالتغيرات المناخية تجعل هذه المنطقة عرضة لتداعيات قد تكون كارثية. يعتبر ارتفاع درجة حرارة الأرض أحد أهم العوامل المؤثرة على منطقة القطب الجنوبي. بحسب دراسات علمية متعددة، شهدت قارة أنتاركتيكا زيادة ملحوظة في درجات الحرارة خلال العقود الأخيرة. هذا الارتفاع يؤدي إلى ذوبان الجليد البحري والجليدي بسرعة كبيرة، مما يساهم بدوره في رفع مستوى سطح البحر العالمي.
التوقعات المستقبلية
وفقًا للنماذج المناخية الحديثة، فإن مستقبل أنتاركتيكا يبدو غامضًا ومهدداً. يُتوقع استمرار زيادة درجة الحرارة حتى لو تم تحقيق الحد الأدنى من اتفاق باريس بشأن تغير المناخ. وقدّر البعض أن بعض مناطق الجزء الغربي لأنتاركتيكا يمكن أن تفقد طبقات الجليد الكبيرة الموجودة فوق اليابسة تماماً قبل نهاية القرن الحالي. هذه الخسائر ستكون لها عواقب هائلة على البيئة المحلية وعلى العالم ككل.
التأثير الإقليمي والمحلي
لا تقتصر تأثيرات تسارع فقدان الثلوج والأنهار الجليدية في أنتاركتيكا على مجرد ارتفاع مستوى مياه البحر. إن انكماش الرقع الجليدية سيؤثر أيضاً على الدورة الهيدرولوجية الإقليمية، حيث تتغذى العديد من المسطحات المائية حول القارة من جليد وشلالات المياه الاندفانية. بالإضافة لذلك، هناك مخاطر مباشرة للمحيط الحيوي الفريد الذي تعيش فيه الأنواع النباتية والحيوانية الخاصة بأنتاركتيكا والتي لم تعد قادرة على الاعتماد على بيئات ثلجية ثابتة للحصول على الغذاء والمأوى.
ردود فعل عالمية واحتمالات للأمل
على الرغم من كل التحديات المرتبطة بتغير المناخ في أنتاركتيكا، إلا أنه مازال هناك مجال كبير لعملية الحماية والإصلاح. تجمع الدول حول العالم تحت مظلة معاهدات مثل بروتوكول مونتريال لبروتوكول الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ لمعالجة قضية الاحتباس الحراري وتقييم آثارها المحتملة على البيئات البعيدة وغير المعروفة جيدًا - كالقطب الجنوبي تحديدًا-. وفي حين أنها مهمة شاقة ومتعددة الزوايا، إلّا أنه يتم القيام بخطوات نحو فهم أفضل لهذه الظاهرة المركبة واستخدام تلك المعلومات لتحسين الاستراتيجيات الخاصة بكيفية التعامل بها.
إن تحويل مساراتنا تجاه خفض الانبعاثات والتكيف مع الوضع الجديد هما ركيزتان أساسيتان للدفاع عن بقاء الحياة كما نعرفها اليوم داخل وخارج حدود القارة القطبية الجنوبية المعرضة بشدة لتغيرات تدريجية ولكن مفاجئة في الوقت نفسه.