تُعدّ محافظة حماة واحدة من أهم مناطق الجمهورية العربية السورية، وتتمتع بتاريخ عريق يعود جذوره إلى العصور الحجرية الأولى، تحديداً منذ حوالي سبعة آلاف سنة مضت. تغطي هذه المحافظة مساحة واسعة تقدر بـ 8,883 كيلومتر مربع، مما يجعلها منطقة متنوعة ومترامية الأطراف.
تنفرد حماة بموقع جغرافي فريد؛ فهي محاطة بعدد من المحافظات الأخرى بما فيها حلب وإدلب من الشمال، واللاذقية وطرطوس من الغرب، الرقة وحمص من الشرق، وحمص مرة أخرى من الجنوب. يشكل هذا الموقع المركزي جزءًا مهمًا من هويتها الطبيعية والثقافية. تتضمن تضاريسها مجموعة رائعة تشمل سهول سهلية خصبة وغابات مورقة وأنهر متدفقة كنهر العاصي. بالإضافة لذلك، يتميز مناخها بتنوع كبير ينعكس في اختلاف الظروف الجوية بين أعلى قمم الجبال وجوانب الوادي الأكثر دفئًا.
تشتهر محافظة حماة أيضًا بكثافة سكانية كبيرة، مع تعداد يصل لما يقارب مليوني نسمة، أغلبهم يتحدثون اللغة العربية ويتبعون الدين الإسلامي بنسبة بلغت أكثر من تسعين بالمئة وفق آخر إحصائيات. ومع ذلك، تحظى الأقليات الدينية أيضًا بحضور واضح، خاصة الطوائف المسيحية الذين يشكلون نسبة الثمانية بالمائة المتبقية.
يتم تقسيم حماة إداريًا إلى أحد عشر مدينة تعد حماة نفسها مركزها الرئيسي. كذلك تحتضن خمس مناطق رئيسية وثلاثون بلدة صغيرة ومئات القرى والمزارع المنتشرة عبر أرضها الخضراء الواسعة. كل منطقة لها خصوصيتها الفريدة سواء فيما يتعلق بالتاريخ أو الثقافة أو حتى البيئة الطبيعية.
لمحة خاطفة عن روائع الآثار القديمة بالحماة ستأخذ الزائر برحلة ممتعة عبر الزمن بدءًا من النواعير المائية الرائعة وانتهاء بالقلاع التاريخية الضخمة والتي تعود أصول بعض منها للقرنين الثاني والخامس قبل الميلاد مثل قلعتي شيزر وملزميفرام المعروفتين اليوم باسم قلعتي مصايف وشميشميس حسب الترتيب. علاوة على ذلك، فإن وجود العديد من المواقع الأثرية الأخرى يدل بشكل واضح مدى غنى تراث البلاد القديم.
هذه نظرة عامة مختصرة حول محافظة حماة - قلب سورية النابض بجسدها الحيوي الهادر بالأحداث السياسية والثقافية والدينية المتداخلة، ليصبح بذلك موقع جذب لكل هواة الاستكشاف والبحث عن جوهر الحياة الإنسانية كما كانت عليه عبر مراحل مختلفة للتطور البشري المبكر.