الجزائر، باعتبارها دولة تمتد عبر سلسلة متنوعة من المناظر الطبيعية والمناخات، تتمتع بمجموعة فريدة ومتنوعة من النظم البيئية التي تشكل خصائص وسط طبيعي غني ومثير للاهتمام. هذه الدولة، الواقعة في شمال أفريقيا، تضم العديد من أنواع النباتات والحيوانات المحلية التي تكيف مع الظروف البيئية المختلفة داخل حدودها الجغرافية.

إحدى أهم ميزات هذا الوسط الطبيعي هي تنوع نباتاته. تحتوي الجزائر على مجموعة واسعة من الغابات الصنوبرية، خاصة في منطقة القبائل والجبال المتوسطية حيث يمكن العثور على أكثر من 12 نوعاً مختلفاً من الأشجار دائمة الخضرة. كما يوجد فيها مناطق شاسعة من الصحراء الكبرى التي تتواجد بها أشكال الحياة النباتية المتكيفة مع قلة المياه مثل النخيل والسدر. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر المنطقة الساحلية موطنًا للغابات المطيرة الاستوائية الصغيرة والتي توفر بيئة مثالية لنمو الأنواع النباتية المحلية.

أما بالنسبة للحيوانات البرية، فإن الجزائر تزخر بالعديد منها بدءا من الثدييات الكبيرة كالفيلة الأفريقية والحمر الوحشية وحتى الثعالب والفئران الصحراوية صغيرة الحجم. كما أنها معروفة بتعدد طيورها حيث تحتل المرتبة الثانية عالمياً بعد اليابان بعدد الطيور المقيمة والإقليمية والعابرة. بين هذه الطيور الشائع ظهورها هناك الدراج الصحراوي والنورس الأزرق وكافة أنواع الوقواق.

ومع كل تلك الاختلافات الجغرافية والتكوينات البيئية، فإنه ليس مستغرباً وجود اختلاف كبير أيضاً في التوزيع السكاني للإنسان حول البلاد. فالمنطقة الشمالية الأكثر كثافة سكانية بينما تكون المناطق المركزية والأطراف الجنوبية أقل سكانياً بكثير نظراً لتحديات البقاء الاقتصادي والصعوبات المعيشية الناجمة عن نقص الموارد الطبيعية اللازمة للحياة اليومية.

بغض النظر عن جميع العقبات، ما زالت الجزائر تسعى لتحقيق التوازن بين الحفاظ على ثرواتها الطبيعية واستخدام مواردها بطريقة مسؤولة وصديقة للبيئة حتى تستطيع استدامتها للأجيال القادمة. وهذا يجعل فهم فهم عميق ودقيق لهذه الخصائص أمر حاسم لكل من الحفظيين والمخططين البيئيين الذين يعملون بنشاط لإيجاد حلول لمنظومات بيئية صحية هنا وفي العالم كله.