تشتهر جمهورية اليمن بتنوعها الثقافي والتاريخي، لكن جمالها الطبيعي يكمن أيضًا في مجموعة رائعة من الجزر الواقعة ضمن مياهها الإقليمية. توفر هذه الجزر ملاذًا طبيعياً خاصًا، كل واحدة منها تتميز بملامح فريدة تعكس غنى البيئة المحلية. دعونا نستكشف بعضًا من أهم وأندر جزر اليمن.
في مقدمة قائمة هذه الجزر تأتي جزيرة سقطرى، المعروفة عالميًا بثرائها الحيواني والنباتي. تضم حوالي 800 نوع نادر ومختلف من النباتات والحيوانات، مع وجود واحد من كل ثلاثة منها فقط داخل حدود الجزيرة نفسها. تشكل المناخ الخاص لهذه الجزيرة - الجاف والحار - شكلاً فريدًا لكائناتها، بما في ذلك الأشجار المثيرة للاهتمام مثل شجر دم التنين وشجرة الخيار، بالإضافة إلى الحيوانات النادرة كالـ "سقراطا ستارلينغ"، و"غروسبيك"، و"صنبيرد"، و"واربلر"، وغيرها الكثير.
ثم هناك مجموعة جزر حنيش الأربع المتجمعة في الجزء الجنوبي من البحر الأحمر. وعلى الرغم من نزاع سيادي سابق مع دولة أخرى، فإن موقعها الاستراتيجي بالقرب من المضيق الرئيسي المؤدي إلى البحر الأحمر يجعلها جزءًا محوريًا من تاريخ وثروات المنطقة. تنقسم هذه الجزر بطول يعادل تقريبًا 65 كيلومترًا، مما يجعل زيارتها رحلة مثيرة عبر ثقافة وجغرافيا متنوعتين.
وفي الجانب الآخر، تجدون جزيرة كمران، التي تحمل اسمها دلالة على انعكاس الضوء المنعكس لبدر القمر مرتين. وهي الأكبر حجما ضمن أرخبيل اليمن البحري بمساحة تقرب الـ57 كيلومتراً مربعاً، حيث ترتفع درجات حرارتها بشكل كبير لتصل إلى معدلات عالية جدًّا حول العالم. رغم هذا الطقس القاسي نسبياً بسبب الرطوبة والعواصف الأرضية والقلة النسبية للأمطار، فهي مصدر جذب جماليا لعدد محدود ولكنه متعطش لاستكشاف تلك الأحوال الخاصة بها.
وأخيراً ولكن ليس آخراً، جزيرة عبد الكوري الصغيرة الواقعة وسط المياه الهندية المفتوحة. تبعد أكثر قليلاً عن سقطرى بنحو ١٠٥ كيلومتر غربا جنوبيا، ويتميز سطحها بصخوره النائية فيما يشابه الصحراء تمامًا. رغم قلة نموها الزراعية مقارنة بالأخرى إلا أنها مكان مناسب لصياد الأسماك الذين يعدون أغلبية السكان هنا.
هذه مجرد نظرة خاطفة عابرة لأحد عناصر كثيرة تحفل بها بلاد اليمن العزيزة؛ بلد مليء بالعجب والمدهش حقًا!
