تونس؛ تلك الدولة المتوسطية الواقعة في قلب شمال إفريقيا، تتميز بتنوع خلَّاب وموروث ثقافي نابض بالحياة جعل منها وجهة جذب للسائحين من جميع أنحاء العالم. هذه الجزيرة الصغيرة ذات المساحة البالغة حوالي ١٦٣,٦١٠ كم مربع، وعدد السكان الذين يفوق عددهم تسعة ملايين نسمة، تعد مركزا للعيش المشترك بين حضارات متنوعة وأديان مختلفة بما فيها الإسلام والدين المسيحي. يُعتبر الدين الإسلامي هو الديانة الرئيسية، حيث يعتنق غالبية الشعب الإسلام وفق المذهب المالكي، بينما يعيش أيضا مجتمع رومي وكاثوليكي صغير داخل المجتمع التونسي الكبير. لغة التعامل الرسمية هنا هي اللغة العربية، لكن يمكن استخدام الفرنسية والإنجليزية كونها لغتين مستخدمتين أيضًا خاصة فيما يتعلق بالتجارة والسياحة الدولية.
يمتد المناخ التونسي عبر مناطق متعددة تتضمن المناطق الصحراوية والجبلية والساحلية مما يخلق بيئات فريدة تجمع بين أجواء الشواطئ الرملية الناعمة والاستمتاع بالمواقع التاريخية القديمة والحياة البرية النابضة بالحركة. تنقسم تضاريس تونس أساسًا إلى عدة أقسام بارزة تستحق الاستكشاف والتقدير: ساحلها الشمالي ذو الجبال الشاهقة والذي يشهد ارتفاع درجات حرارة خلال النهار ولكنه يحتضن كذلك خليج "تونس". ثم تأتي المرتفعات الجبلية أعلى نقاطها بحوض الخمير المرتفع. بعد ذلك تأخذ الهضبة معنا نحو الداخل متحدثة برومانسية الطبيعة قبل ان تصبح أرض سهل رملية واسعة عند الحدود الجزائرية. أخيرا وليس آخرا يأتي السهل الساحلي المغطى بطبقات من الرمال البيضاء وهو الأكثر شعبية لقربه من بحر الأبيض المتوسط وجاذبية موقعاته السياحية العديدة. وفي وسط البلاد تمتد الصحراء المحاطة بغابة نخيل خصبة تشكل جزءا لا يتجزأ من الموروث الثقافي والعمراني للتاريخ الطويل للحضارة الإنسانية في المنطقة.
تشغل تونس مكانة رائدة في مجال السياحة العالمية نظرًا لمواردها الطبيعية الثرية والتنوع العمراني والتاريخي الغني. توفر هذه المملكة المنفردة مجموعة مذهلة ومتكاملة من الخدمات السياحية بدءًا من المنتجعات والفنادق ذات المستويات الراقية وصولاً إلى مجموعة رائعة من المباني والآثار والمعابد والمعابد والمعابد الأخرى بمختلف أشكال الفنون التقليدية الحديثة والكلاسيكية التي يرجع تاريخ بعض منها لعصور قديمة جدا كالنشاط التجاري الروماني مثلا وكذلك وجود الأنواع البدائية للأعمال الفنية المصنوعة يدويا والتي تمثل حقبات متتابعة لهذه المدينة القديمة العريقة منذ أيام الإمبراطورية القرطاجينية وانتهاء بفترة الحكم الاسلامي وما بعدها. ومن أكثر المواقع شهرة ومعروفة عالميًا مسجد الزيتونة الشهير الواقع بالقاهرة العاصمة والذي يعد نموذجا لبناء وإبداعات العمارة الاسلامية العتيقة كما يوجد متحفا وطنيا بكل مدينة سواء كانت صفاقس أو باردو وسوسة تحتوي مجموعاتها القيمة على كنز حي من تراث الماضي المجيد مثل فسيفساء باردو التي تعد واحدة من أكثر قطع العمل فنية تدوم بقوة حتى يومنا هذا بلا انقطاع! ولا ينسى المرء ذكر كنيسة القديسة فالمنت دي بول فهي رمز آخر تجسد الوحدة الدينية الموجودة والممارسة فعليا وسط جمالية المكان واحتفالاته الدينية المقامه هناك..
وفي النهاية فإن رحلتك لاستكشاف أسرار الجمال الطبيعية والثرات الهائلة لن تخيب ظنك أبدا أثناء زيارتك لدولة تونس العزيزة.