تعتبر جمهورية الصين الشعبية واحدة من أكثر البلدان اكتظاظًا بالسكان على وجه الأرض، وهي ثاني أكبر دولة من حيث المساحة بعد روسيا ولكنها الأكبر من حيث عدد السكان في العالم. بحسب بيانات الأمم المتحدة للعام 2021، فإن تقديرات عدد سكان الصين تتجاوز الـ 1,45 مليار نسمة. هذا العدد الكبير يشكل تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة للدولة المركزية.

تاريخياً، شهدت الصين نمواً سريعاً في تعداد سكانها خلال القرن الماضي بسبب التحسينات الطبية والحفاظ على الصحة العامة. ومع ذلك، بدأت معدلات النمو السكاني تتباطأ منذ الثمانينات نتيجة لتطبيق سياسة الطفل الواحد التي اتبعتها الحكومة الصينية بين عامي 1979 و2016. هذه السياسة لعبت دوراً كبيراً في تنظيم النمو الديموغرافي لكنها أدت أيضا إلى اختلال توازن الجنسين والأجيال.

اليوم، تسعى الصين لتحقيق "التنمية البشرية المتوازنة". إنها تعمل الآن على تعزيز الزيادة الطبيعية للسكان مع التركيز على تحسين نوعية الحياة لكل فرد. إن إدارة مثل هذا الشريحة السكانية الضخمة ليست مهمة سهلة لأي حكومة، فهي تحتاج إلى استراتيجيات فعالة للإسكان والتغذية والتعليم والصحة العامة بالإضافة إلى خلق فرص عمل مستدامة.

إن فهم الوضع السكاني للصين يمنحنا فهماً عميقاً للتحديات والإمكانات التي تتمتع بها هذه الدولة العملاقة، والتي لها تأثيرات عالمية هائلة.