تُعدّ قصة الاتحاد التي بدأت قبل ستة عقود أحد أهم الفصول في تاريخ شبه الجزيرة العربية الحديث. يضم الاتحاد سبعة إمارات هي أبو ظبي ودبي والشارقة وعجمان وأم القيوين ورأس الخيمة والفجيرة، والتي توحدت عام ١٩٧١ تحت راية واحدة بهدف بناء وطن قوي ومتماسك يحقق الرخاء لأبنائه ويحترم تراثه العريق.

كان لقاء الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مع الشيوخ الآخرين مبادرةً حاسمةً أسفرَ عنها توقيع اتفاقية الاتحاد يوم الثاني من ديسمبر/ كانون الأول عام ١971 ، مما أدخل مرحلة جديدة مليئة بالتحديات والإنجازات غير المسبوقة للدولة الفتية. شهدت تلك الفترة تنفيذ مشاريع عملاقة لتطوير البنية التحتية وبرامج التعليم والصحة وغيرها الكثير لتحقيق النهضة الحضرية الشاملة.

حتى وإن كانت كل إمارة تتمتع بحكم محلي مستقل، إلا أن الحكومة المركزية المشكلة حديثاً تولي اهتماماً كبيراً بتنمية جميع المناطق بالتوازي. فقد عملت الدولة منذ نشأتها على تعزيز الروابط الاجتماعية والثقافية بين المواطنين وتعزيز شعور الانتماء الوطني الواسع عبر العديد من الوسائل مثل المناسبات الوطنية والمهرجانات الثقافية.

كما حرصت الحكومات المتلاحقة على دعم القطاعات الاقتصادية المختلفة بما فيها النفط والصناعة والسياحة والعقارات وذلك لجذب الاستثمار الأجنبي وخلق فرص العمل المحلية. وقد أثمر هذا النهج الاقتصادي فوائد اقتصادية هائلة جعلت من الإمارات مركزا مالياً وتجارياً رائدا عالميا خلال العقود الثلاثة الأخيرة فقط.

وفي الوقت نفسه، تسعى البلاد نحو تحقيق التوازن المثالي بين الحفاظ على الهوية الإسلامية والتقليد العربي الغني وبين الانفتاح على العالم الخارجي واستيعاب الأفكار الحديثة والمعاصرة بشكل متناسب ومستدام. وهذا ما ينعكس واضحا في استراتيجيتها الطموحة للحوكمة البيئية والتنوع المجتمعي واحتضان مختلف الثقافات والأديان داخل مجتمع حضري واحد ملتزم بالقيم الإنسانية النبيلة.

إن هذه الرحلة الرائدة هي مثال حي للعمل الجماعي الجاد وإرادة الشعب الصلبة وجهوده الدؤوبة لإرساء أساس متين للأجيال المقبلة لبناء مستقبل أكثر ازدهارا وسعادة لكل ابنائها المقيمين عليها وعلى أرض الوطن الكبير.