برلين، عاصمة ألمانيا النابضة بالحياة والمفعمة بالتاريخ والثقافة، هي موطن لحوالي 3.5 مليون شخص حسب آخر تعداد في عام 2016، وهو ما يجعلها واحدة من أكبر مدن الاتحاد الأوروبي وأكثرها كثافة سكانية. ومع مرور الوقت، شهدت المدينة تغيرات ديموغرافية ملحوظة بسبب الحركة المستمرة للهجرة. فعلى سبيل المثال، بلغت نسبة السكان المهاجرين حوالي 13.5% في العام 2010، وهم ينتمون لأكثر من 190 جنسية مختلفة حول العالم. ومن المتوقع أن يستمر النمو السكاني بوتيرة متسارعة خلال العقود القادمة، خاصة ضمن الفئات العمرية الصغيرة التي تتراوح أعمار أفرادها بين 6 و 18 سنة والتي قد ترتفع بنسبة 20%.

تاريخيًا، تأسست برلين الحديثة نتيجة توحد مدينتي كولن وبرلين في عام 1244، وبعد ذلك توسعت بشكل كبير في السنوات التالية. شهدت فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية تحولات جيوسياسية كبيرة أدت إلى تقسيم المدينة إلى مناطق نفوذ لكل من الدول الأربع القائمة آنذاك: الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا العظمى، فرنسا والاتحاد السوفييتي السابق (روسيا). اليوم، تعد برلين واحة للتراث العالمي مليئة بالمعالم الشهيرة مثل كاتدرائيتها الشهيرة ودور الأوبرا الثلاثة الفريدة والمعروفة عالميًا بالإضافة إلى العديد من القصور التاريخية القديمة المنتشرة داخل حدودها الحضرية الواسعة. وهذه المكانة الاستثنائية جعلتها وجهة مفضلة للعديد ممن يسعون لمشاركة ثقافتها الغنية والحفاظ عليه. وعليه، يُرجَّح أن تستمر هذه الديناميكيات السكانية والإنسانية في التأثير على المشهد المعاصر لبيرلين طوال الفترة المقبلة أيضًا.