تُعدّ مدغشقر، كبرى الجزر الماليزية، جوهرة خفية في قلب شرق إفريقيا؛ تُبعد حوالي 480 كم غرب ساحل جنوب شرق القارة الإفريقية، وتُواجه مباشرةً المحيط الهندي المترامي الأطراف. تمتلك هذه الجزيرة الفسيحة مساحة تقدّر بنحو 587,041 كيلومتر مربع مما يجعلها الدولة رقم 69 عالمياً من حيث المساحة، وهي خامس أكبر جزيرة في العالم بعد جرينلاند وغينيا الجديدة وبورنيو ومايوركا. تتمركز الجزيرة الرئيسية تحت نفس الاسم "مدغشقر"، والتي تشكل الجزء الأكبر من الدولة. تنقسم مدغشقر حالياً إلى ست مناطق حكم ذاتي، تضم بدورها 22 محافظة مستقلة منذ عام 2004.

تشتهر العاصمة وأنطناناريفو بأنها مركز الحياة السياسية والثقافية لمدغشقر، ومعروفة بلغاتها الثلاث الرسمية: الملغاشية و الفرنسية - اللغة الثانية الأكثر استخداماً بعد الملغاشية بسبب تأثير الاحتلال الفرنسي التاريخي-, بينما تمثل اللغة الإنجليزية حضورها تدريجياً عبر برنامج تجريبي لتدريسها بدأ فعليا في المدارس الابتدائية عام ٢٠٠٣ . بلغ تعداد السكان نحو ۲۲ مليون شخص حسب آخر تحديث لسنة ۲۰۱۱ ، معظمهم ينحدرون أصلاً من الشعوب الأسترونيسية الأفريقية ولكن أقل منهم نسبياً يعيشون ضمن المجتمعات الحدودية لجبال شمال البلاد ومناطق باتيهوليترا والنيلوتشاكي. بالإضافة لذلك، يحافظ الشعب المرينا المقيم فوق مرتفعات وسط البلاد بكامل أشكال طقوس الدين الوثني القديم الخاص بهم والذي يؤمن بتناسخ الروح وفكرة ارتباط نفوس الأموات بالأحفاد الأحياء. ويضم البلد أيضا قسم ملحوظ من المؤمنين بديان أخرى مثل الإسلام والمسيحية الذين أثروا بشكل عميق بثقافتهم ومتابعاتهم الدينية الغنية لمختلف جوانب الحياة المحلية.

هذه العناصر جميعها تساهم بجعل جمهورية مدغشقر وجهة فريدة تجمع باعتزاز بين روائع الطبيعة والمعارف الإنسانية المتنوعة بجوار موقعها المركزي اللافت للاهتمام داخل دائرة جغرافيا آسرة لحوض سومطرة.