جزيرة لنكاوي، المنبسطة على امتداد سواحل شمال غرب ماليزيا، هي جزء مذهل من الولاية القومية لكيدا ضمن مجموعة تضم 104 جزيرة في بحر اندامان. تبعد فقط حوالي 30 كيلومتراً عن الساحل الرئيسي، وتمتد تلك الجنة الطبيعية عبر مساحة تقدر بحوالي 47,848 هكتار، مما يجعلها واحدة من أهم المناطق السكنية والمزارات السياحية في المنطقة.
مع جذور تعود إلى العصور القديمة، كانت لنكاوي نقطة مهمة للتجار والصيادين منذ زمن طويل قبل دخول الأوروبيين. خلال القرون الوسطى، اكتسبت الجزيرة شهرتها العالمية عندما تم ذكر اسم "Acheh" أو "جزيرة الفلفل". هذا الاسم جاء بسبب تجارتها النشطة للفلفل الأسود الذي كان يُعتبر ثميناً جداً آنذاك.
لكن التاريخ ليس كل ما تقدمه لنكاوي. فهي أيضاً تقدم واحداً من أجمل المناظر الطبيعية الخلابة بأرضها الغنية بالأشجار والتي تشكل نحو الثلثين من إجمالي المساحة. ومع وجود العديد من المواقع السياحية الرائعة، بما في ذلك شواطئ مثل Pantas Cenang والشعبية للغاية، فإن الجزيرة تحظى بشعبية كبيرة لدى الزوار الذين يأتون لرؤية رمالها الناعمة والبحر الفيروزي.
بالرغم من التغيرات السياسية العديدة التي شهدتها الجزيرة - بدءاً من الاحتلال الآسيوي وانتهاء بتأسيس الحكم البريطاني - إلا أنها ظلت دوماً رمزاً للأمل والقوة. حتى بعد فترة قصيرة كملاذ لقراصنة جنوب شرق آسيا، أصبح الآن موقع جذب رئيسي للسائحين من جميع أنحاء العالم الذين يستمتعون بكثافة الحياة الثقافية والسياحية هناك.
أمّا فيما يتعلق بالطقس، فتنعم لنكاوي بمناخ مداري معتدل نسبياً طوال العام مع سقوط أمطار غزيرة قد يصل معدلها السنوي لأكثر من 2,400 مللي متر. تبدأ فترة الجفاف القصيرةعادةً في ديسمبر وتستمر حتى فبراير بينما تأخذ الأمطار زمام الأمور مرة أخرى اعتباراً من مارس إلى نوفمبر. رغم هذا الطقس الرطب، فإن الجزيرة توفر بيئة رائعة للاسترخاء والاستمتاع برحلات المغامرة وصيد الأسماك وغيرها الكثير من التجارب المثيرة.
إن جوهر جمال ولطف ونقاء خلق الله واضح تمام الوضوح في جزيرة لنكاوي، وهي حقاً واحدة من عجائب الطبيعة الخفية التي تستحق الزيارة والاستكشاف لكل محبي الجمال والحياة البرية.