فلوريدا، الواقعة في جنوب شرق الولايات المتحدة الأمريكية، هي وجهة سياحية غنية ومتنوعة تقدم ملاذًا لأولئك الذين يبحثون عن شواطئ خلابة ومناخ دافئ طوال العام وثقافة فريدة تزدهر بالإبداع والحيوية. هذه الولاية ليست فقط موطنًا لشوارع ميامي النابضة بالحياة ومدينة الألعاب الشهيرة "أورلاندو"، ولكنها أيضًا تضم العديد من المواقع التاريخية الرائعة والمواقع الطبيعية التي تستحق الزيارة.
تبدأ الرحلة إلى فلوريدا عادةً بزيارة مدينة ميامي، قلب الحياة الليلية والفنانين والشباب المتحمسين حول العالم. هنا يمكنك الاستمتاع بشاطئي ساوت بيتش وكوببا، والاسترخاء تحت الشمس بينما تشاهد الأمواج المتلاطمة وتبتلع نسمات البحر المالحة. بالإضافة إلى ذلك، فإن مركز الفنون البصرية والأعمال الحرف اليدوية والمعارض الفنية مثل متحف ويستيز للتراث الأمريكي الأفريقي يقدم نظرة عميقة حول تاريخ وأثر المجتمعات السود في المنطقة.
بعد استكشاف ساحل جنوب شرق فلوريدا، قد ترغب في الانتقال نحو وسط الولاية لزيارة منطقة أورلاندو السياحية. هنا تكمن ثلاثة من أشهر متنزهات الترفيه الثلاث: عالم والت ديزني، وإيفرلاست كوسترز، ويونيفرسال ستوديوز. توفر هذه الحدائق تجارب فريدة ومثيرة لكل أفراد العائلة وستكون بلا شك أحد أهم محطات رحلتك.
بالانتقال للغرب قليلاً، سنجد العاصمة تالاهاسي ذات الطابع الأكاديمي والثقافي القوي؛ فهي موطن جامعة فلوريدا الحكومية وجامعة فلاشينج للموسيقى والكثير من المسارح المحلية. كما أنها مكان رائع للحصول على لمسة من التاريخ القديم عبر زيارات لكنائس مبنية منذ القرن الثامن عشر ومعروضات تعود لعصور الإسبانية القديمة قبل وصول البريطانيين والولايات المتحدة لاستعمار الأرض.
وفي نهاية المطاف، عند الوصول إلى شمال غرب البلاد، سوف تقابل ضفاف الخليج الفضي حيث تتجلى جماليات الطبيعة بشكل أكثر روعة. تبدأ الرحلة بالقرب من مدينة بينساكولا ثم تمتد إلى أبعد مع مدينتي ناشفيل وبورت سانت جو. كن مستعداً لرؤية بعض أجمل المناظر الطبيعية الخلفية للبلاد بما فيها الغابات الكثيفة والجروف الصخرية وشلالات المياه المتدفقة. إن القيام بجولة بالمركب خلال خليج ميسيسيبي سيمنحكم أيضاً فرصة مشاهدة مجموعة متنوعة من الحياة البرية ونباتاتها المائية المذهلة.
بالإضافة لذلك، لا يمكن تجاهل الحقول المفتوحة والبساتين الصغيرة المنتشرة في مختلف أنحاء الدولة والتي تعد واحدة من أكبر منتجي الحمضيات والخضروات الطازجة في أمريكا الشمالية مما يعطي الفرصة لتذوق طعم الطعام الريفي التقليدي إذا كنت تبحث عن هذا النوع من التجارب الثقافية أثناء سفرك. وفي النهاية، يعد كل جزء من أجزاء فلوريدا ذا قيمة خاصة بذاته ويمكن اعتباره مقصد للسائح بغض النظر عن اهتماماته الشخصية سواء كانت تاريخياً أو ثقافياً أو حتى طبيعياً. إنها حقا "جنة السماء".
