تقع محافظة رنية في غرب جنوب هضبة نجد بالمملكة العربية السعودية، تشتهر بتنوعها الطبيعي الفريد. هذا البلد الصحراوي الضخم يحافظ على تراثه الثقافي والتاريخي الغني. وفقاً لإحصائيات السكان الأخيرة، تبلغ كثافتها حوالي 52,561 نسمة. تتواجد هذه المحافظة بين الحرات السوداء الواسعة في الجزء الجنوبي والغربي، حيث ترتفع إليها الجبال الصلدية المنبسطة والتي تعرف باسم "جرانيط"، وهي موطن لأشجار تعيش لفترات طويلة كأشجار الطلح، السمر، والسلم. كما يوجد مجموعة متنوعة من الكهوف داخل حدودها.
تشكل رنية جزءاً أساسياً من الأدب التاريخي العربي القديم حيث ذكرها علماؤنا أمثال ياقوت الحموي وابن عبد الحكم باعتبار أنها كانت مركزاً لبني عامر بن صعصعة خلال الفترة ما قبل الإسلامية - وهم ينتمون إلى القبيلة الشهيرة هوازن.
تضم المحافظة عدداً من المراكز الرئيسية والقروية المهمة بما في ذلك مركز العفيرية والذي يضم نحو عشرين قرية صغيرة مما حولها. معظم سكان هذه المجتمعات هم من فروع مختلفة لشعب المفالحة والمشاعبة ضمن قبيلة آل عمير سبيع. بينما يشهد مركز العويلة ازدهاره بقربه من قرى أخرى كبيرة كالمديح والمغيرة، ويعمل الكثير منهم بكلا القطاع الزراعي والغنم. أما بالنسبة لمركز الغافة فهو مكان جذب آخر لسكان مناطق المشاعبة والمكاحلة وعسير بسبب سهولة الوصول إليه لقريبته مع مزارع الغذاء.
معروف أيضاً بأن رنية هي موطن أحد أكبر مراكز الدولة المعروف باسم مركز الأملح، وجذبه السياحي يعود بشكل أساسي لحجمه الكبير واستقرار أكثر خمس وعشرين قرية تحت مسؤوليته المباشرة بما فيها قرى الهلالي والحجة والقرنة والصدر. إضافة لذلك هناك موقع مميز وهو سد آباء النقبية الواقع بالقرب منه والذي يعد نقطة مهمة للسفر لمسافة ١٥ كم فقط حتى يصل المرء لهذه الوجهة السياحية الرائعة. وفي نفس الوقت نجد جبل كور والذي يتمتع بطول مذهل يقارب ٦٠ كم.
يعكس تنوع المناظر الطبيعية المترامية الأطراف لمحافظة الرنية وجود طبقات جيولوجية متعددة بدءاً بصخور بركانية قديمة ترجع لعصور ما قبل الكمبري وانتهاءً بمجموعة واسعة ومتنوعة أخرى مثل الجرانيت والبازلت والديفوني وكذلك التربة الرسوبية الغنية بالأخص بالمياه الجوفية نظرًا لتواجد واحات الوادي النابضة بالحياة للغاية خاصةً في منطقة وادي رنية ذات الشكل المقوس الرفيع الذي يؤدي باتجاه الشرق الشمالي الشرقي.