ما هي الدول العظمى في النظام الدولي؟

في سياق العلاقات الدولية، غالبًا ما يتم استخدام مصطلح "الدول العظمى" للإشارة إلى تلك الدول التي تتمتع بنفوذ كبير وتأثير مؤثر على المستويين السياسي وال

في سياق العلاقات الدولية، غالبًا ما يتم استخدام مصطلح "الدول العظمى" للإشارة إلى تلك الدول التي تتمتع بنفوذ كبير وتأثير مؤثر على المستويين السياسي والاقتصادي عالميًا. ومع ذلك، فإن هذا المصطلح ليس محددًا بدقة مثل نظيره "القوة العظمى"، والذي يشير بدقة أكبر إلى القدرة الفعلية للدولة على فرض إرادتها على الآخرين. تُعرَّف الدول العظمى عمومًا بأنها تلك التي تحتوي ضمن حدودها على مجموعات سكانية مختلفة تحت مظلة وطنية موحدة - مما يجعلها متميزة عن العديد من الإمبراطوريات التاريخية والتي كانت تسمح بمزيد من الاستقلال الذاتي للأقاليم الفرعية لها.

ومن أمثلة الدول العظمى في الوقت الحالي الولايات المتحدة الأمريكية، نظرًا لتعدد ثقافاتها ولغاتها وقومياتها المختلفة والتي تجتمع جميعها داخل دولة واحدة. وبينما قد اعتمد بعض المحللين السياسيين تعريفًا موسعًا للحداثة يسمح بتصنيف الدول المؤثرة للغاية وفقًا لنطاق تأثيرها الاقتصادي والعسكري والعلمي أيضًا باعتبارها "دول عظمى"، فإن هذه الآراء ليست شائعة اعتمادًا عالميًا.

تشكل دول مجموعة الثمانية (G8) أحد المعالم الرئيسية لفكرة "الدول العظمى" الحديثة. تتكون هذه المجموعة من الأعضاء المؤسسين السبعة التالية لكل منهم مكانته الخاصة: المملكة المتحدة, فرنسا, ألمانيا, اليابان, إيطاليا, كندا؛ ثم انضم إليها فيما بعد كلٌّا من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي سابقًا/الاتحاد الروسي حالياً منذ عام ١٩٩٧. ويُعتبر وجود هؤلاء البلدان الخمسة بالإضافة لعضويتها في منظمة حلف شمال الأطلسي NATO أحد أهم دلائل كونهم جزءً مِن دائرة النفوذ العالمي الأكثر قوة ونفوذاً. ويتيح وضعهم الريادي موقعهم الطبيعي لمناقشة ومواجهة التحديات المتعددة الجوانب حول العالم ومن خلال قمم منتظمة عقدوها بصورة دورية وغير ملزمة قانونيا منذ أوائل السبعينيات كرد فعل للأزمات المالية الأخيرة آن ذاك.

وتتمثل طبيعة اللقاءات المفتوحة لهذه التكتلات المغلقة ذات طابع غير مؤسسي رسمي وإن كان حضور رؤساء الحكومات وحكومتهم فيها يجسد نوعاً آخر من السلطة الجانبية بين الدول الغربية الرائدة عبر تاريخ نزاع الشرق ضد الغرب والصراع الدائم لتحقيق توازن للقوى . فبينما يسعى أعضاؤها للتقدم نحو مستقبل مشترك واستراتيجيات مشتركة أكثر توحيدا ، تستمر المنافسة والتنافس بينهما -كما هو واضح مؤخرا عقب المواقف الأوروبية تجاه توسع عضوية الصين لدور مماثل خاص بها والذي يمكن اعتبار أنه بدأ مبكرآ بناء علي شعور بالإلحاح وسط خشيه واشنطن بشأن مخاطر ارتفاع درجة الازدهار التقني لدى بكين واسرائيل وهونج كونج وماإلى ذالك من تقاطعة مصالح جيوسياسية أخرى ترتكز أساسا علي الربط الجدلي بين الجانبين القديم والجديد للعلاقات الدولية .


شيرين بن القاضي

2 مدونة المشاركات

التعليقات