تقع منطقة أمريكا الوسطى بين الولايات المتحدة والمكسيك جنوباً وكوستاريكا وبنما شمال غربي قارّة أمريكا الجنوبيّة. هذه المنطقة الغنية بالتنوع الثقافي والتاريخ العريق تحتضن العديد من الدول التي تمتاز بتقاليدها المحلية ومواردها الطبيعية المتعددة.
تعود جذور حضارات أمريكا الوسطى إلى ما قبل آلاف السنوات مع ظهور عظمة المايا والأزتيك والإنكا وغيرها من الحضارات القديمة التي تركت بصمتها في الفنون والمعمار والدين والثقافة بشكل عام. يعكس موقع أمريكا الوسطى الاستراتيجي تأثير ثقافاتها العديدة بما فيها الأوروبية والأفريقية والاسبانية الحديثة والتي ساهمت جميعها في تشكيل مزيج متنوع يميز كل دولة منفردة ويجمع بينهما ككل مترابط ومتجانس.
بالانتقال نحو الحياة البرية, تضم أمريكا الوسطى مجموعة واسعة ومتنوعة من النظم البيئية بدءا بجبال سييرا مادري وحتى غابات الأمازون المطيرة عبر المستنقعات وشبه الجزيرة المرجانيّة. هنا يمكن العثور على أنواع عديدة فريدة من الطيور والسلاحف والحشرات والنباتات - بعض منها مهدد بالانقراض مما يؤكد على أهميتها للحياة العالمية وحاجتنا لحفظ ورعاية هذه المناطق الحساسة بيئياً.
بالإضافة لذلك فإن الاقتصاد العالمي يسعى لاستخراج ثروات خفية مخفية داخل الأرض مثل المعادن الثمينة والنفط والغاز الطبيعي وأخشاب الغابات المدارية القيمة وهو أمر يستوجب إدارة مستدامة لحماية موارد الوطن الخضراء وتحقيق التوازن بين خلق فرص العمل ودعم النظام البيئي الحر والمستمر للأجيال المقبلة.
أمريكا الوسطى ليست مجرد قطعة جغرافيا صغيرة لكنها امتداد حي للإنسانية جمعاء يحكي قصصا حيوية تستحق الاستماع إليها ومعرفة المزيد عنها لكل محبي التاريخ والطبيعة والعلم والثقافة الإنسانية الواحد.
