تزدهر القصص والخرافات حول جزر الواق واق منذ قرون، لكن المشهد الحقيقي لهذه الجزر ظل غامضًا ومثيرًا للجدل بين المؤرخين والمستكشفين حتى يومنا هذا. يُشير العديد من الكتاب والتاريخيون إلى أنها ربما كانت مجرد أسطورة أدبية أكثر منها واقع جغرافياً محدد.
وفقًا لتعدد الآراء، فإن مصطلح "الواق واق" قد يشير إما إلى منطقة ما في شرق آسيا - تحديدًا بالقرب من ساحل الصين الشرقي وفق بعض الرؤى الاستشراقية المبكرة. أو يمكن ربطه بجزر مختلفة بشكل خاطئ بما يعرف الآن بمدغشقر خلال رحلات البحارة والتجار العرب القديمة نحو ساحل أفريقيا الشرقية بحثًا عن الذهب وغيره من كنوز البحر الأحمر وخليج البنغال. ومع ذلك، هناك انقسام كبير فيما إذا كانت هذه التشابهات تحمل وزنًا تاريخيًا حقيقيًا ام أنها نتاج تخيلات المؤلفين والأدباء عبر القرون العديدة الماضية.
إن ارتباط المصطلح بالحرير والبضائع النادرة الأخرى المنتجة في مناطق واسعة غير معروفة جيداً وسط الصين وسريلانكا وبورنيو ساعد في خلق جو تشويقي ومغزلي حول طبيعتها الفعلية وما إذا كانت موجودة فعلًا خارج حدود خرائط العالم المتاحة آنذاك. كما ولعبت تعدد التفسيرات بشأن سبب التسمية دورًا مؤثرًا أيضًا؛ سواء كان ذلك بسبب ثمار أشبه برؤوس النساء ذات الشعر الطويل والتي تنبعث أصوات مثل «واق واق» عند سقوطها من الأشجار العنيفة الرياح القوية، أو تأويلاً حرفيًا لأصل اللغة الصينية المستخدمة حين كتابة النصوص الأولى عنها ("کوککو").
قد يبدو الأمر مثير للاهتمام عندما نرى كيف ظهر ذكر الواق واق ضمن أعمال أدبية مشهورة مثل الليالي العربية وألف ليلة وليلة، مما زرع شعورا بالحنين والعجب لدى الجمهور العالمي مما جعله رمز ثقافي جاذب للقراءة والسرد الشعبي بكل تفاصيلها الملونة والإبداع الخيالي المحاط بها. ولكن بالنظر بتمعن أبعد قليلا سنتبين مدى تغلغل الطبيعة الغامضة لتلك الجزيرة الوهمية داخل تصورات مجتمعات الإنسانية المختلفة وجدل علماء الحقب البدائية وعلاقتهم بكشف سراديب الأرض المخفية النائية سرًا خلف ستائر الشمس وشمس الكتب والمعرفة المسجلة بتاريخ البشرية وحفظتها مهيبَة العلم والثقافة .
